زمهرير

كالعادة رجعت من الشغل لقيت البيت فاضي , شغلى جنب البيت لحد الساعة 2 ونص 3 بدخل اقول سلاموا عليكوا للحيطان والهوا و لمبة الصالة الى سبتها قبل ما امشي الصبح و للملايكة لو كانت الملايكة لسه بتخش بيتنا .. في شغلى البعيد الى كنت برجع منه 6 سبعه و احيانا تمانيه تسعة كنت بردو برجع الاقي البيت فاضي بس الوقت الى كنت بقضية لوحدي مع نفسي كان اقل . من ساعة وفاة امي لما بدخل البيت اول حاجة اعملها اولع نجفة الصالة و اشغل التلفزيون و اسيبه واروح اشوف  عايزة اعمل ايه بسيبه شغال حتى لو قاعدة في اوضتي قدام الكمبيوتر بشتغل ولا بسمع اغاني ولا بشوف مسلسل مش اهمال لكن ونس حس معايا في البيت الكبير الفاضي الى عايشه فيه

من فتره كنا بنعمل تمرين محادثة في الكورس و كان معانا لسته اسئلة نسألها لبعض زميلي سالنى عايزة تعيشي في بيت عامل ازاي رديت عايزة بيت صغير اوي مساعد المدرس الى كان بيشرف على مجموعتنا ضحك و سال و هو مندهش اوي ليه ده احنا  في بلدنا البيوت ضيقه اوي و الناس كلها بتحلم تعيش في بيت واسع ابتسمت و ماردتش ما بقتش لاقية سبب مقنع اقوله غير السبب الحقيقي فضل باصص لي في فضول منتظر اجابة لحد ما زميل تانى اتطوع وقال عشان شغل البيت هايبقى اقل ضحكت وقلت له اه شغل البيت هايبقى اقل ماكنتش عارفه اقول له ازاي بلغتى الكسيحة ان البيوت الواسعة باردة و ميته و البنى ادم فيها بيبقى وحيد لدرجه بغيضة غير طبعا ان دي مش اجابة تتقال في موقف زي ده و لشخص زي ده !

اول امبارح صاحبتى الى لسه راجعة من عملية صاحبتها الى بتروح معاها كل مرة كان عندها مشوار عرضت عليها اوصلها و رفضت اصريت و اصرت وفي الاخر قلت لها بهزار على فكرة لو وافقت هاتكسبي في ثواب انا مش عايزة اروح بيتنا ضحكت وشكرتني و اصرت تروح لوحدها مشيت مجبره في طريقى المعتاد مع صحبة الطريق المعتاد ببفكر في طرق للفرار و تضيع الوقت
دلوقت لسه قاعدة بلبس الشغل و مصرة بعد ما افش خلقى في الكلمتين دول اخد بعضي وانزل اصور ورق و اشتري طلبات و الف السبع لفات و ارجع و غالبا هارجع بعد كل ده و ما الاقيش حد في البيت بس هارجع مهدودة و انام فورا.

للحق انا واخواتى عمرنا ما كنا قريبين من بعض و طول عمرنا عايشين في بيتنا زي الى عايشين في جزر مستقلة ولما بيكونوا موجودين كل واحد في اوضته وفي حاله لكن بردو في حس  في حد تخرج الصالة عشان تشرب تلاقية بيتفرج على فيلم كله دوشه تساله ايه ده فيقول لك مش عارف لسه باديء فتقوم قاعد تتفرج معاه او تسيبه و تخش تنام وتقول له وطي الصوت على قدك و تفضل بردو سامع طراطيش صوت جايلك من الصالة و بيبقى في ريحة  ريحة الاكل الى بتحضره اختى لغدى بكره او الورنيش الى اخويا بيلمع به جزمته او الطين و الرطوبه عند مدخل الشقة و الجزم الى قربت تبوظ من مية المطره الى مش عايزة تنشف في الشارع لكن بيتنا مات بموت امي لا صوت ولا ريحة ولا روح.

الفترة الى فانتت اكتشفت ان عندي ادمان للبيوت بيت عمي بيت خالي بيت مديرتي حتى بيت صاحبتى الي رحته مره واحدة لما كانت عيانة .. زيارة البيوت العامرة بالامهات تدفيء القلب قليلا فاسواء شيء في الوجود ان تمضي في حياتك بروح مصطكة الأسنان. 

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..