خصومة قديمة

و على غير ما توقعت كانت النتيجة 2\1 لصالح الخصم .. في الطريق الى بيتى كنت كالتائهه وضعت سماعات مشغل الموسيقى في اذنى امله ان يعزلنى تشايكوفسكي عن ضجيج الشارع .. رفعت الصوت الى اقصاه .. ظل الشارع يقتحمنى .. تذكرت فيلم (فيس أوف) حين تضع الام سماعات على اذني طفلها وتشغلها على اغنيه عن احلام ستتحقق فوق قوس قزح بينما يتبادل رجال الشرطه  والعصابات النيران .. ليست سماعاتي بهذه القوة و لست طفلة في السادسة  .. مضي وقت طويل جدا منذ تركت هذا السن ..  تتموج في روحي حالة ما قبل البكاء لكني لا ابكي  ... حين بلغت ببيتى اخيرا .. استقبلتنى امي .. ها ايه الأخبار ... التقطت أنفاسي  .. اخبرتها .. فقط حين تكلمت ضربت الامواج شواطئها

جحا يبداء من جديد

منذ سنوات عديده كان هناك قصة مصوره على الغلاف الاخير لمجلة ماجد (جحا يبداء من جديد) فيها وجد الناس جحا جالسا في الكتاب مع الاطفال و حين سالوه عما يفعل فقال لهم انه قد قرر ان يعيد الدراسه من اولها الكتاب فالابتدائي فالاعادادي والثانوي ثم الجامعه و حين يتخرج يتعين في الحكومة وقدد بقى على بلوغه سن المعاش سنه يقضيها بالطول او بالعرض ثم يخرج معاش ويعيش حياته خالى البال

هذه القصة تلح علي كثيرا هذه الايام .. 


هوس جديد

في زيارتى الاخيرة لجدتي علمتنى التريكو ... نجحت في ساعتين فيما فشل فيه مدرسات المجالات و بعض الصديقات طوال سنوات .

احببت طوال عمري الاعمال اليدويه ,اوريجامي, صلصال, مكعبات, بازل, ميكانو, كل ما يمكن فكة وتركيبه , التصميم والقص والتشكيل كروت مناسبات, ملابس, الطباعة على القماش  وأحببت اشغال الابره كروشيه, تطريز, لاسيه , لكن كان ياتي التريكو كشيء ممل لزج شديد السخافة لاشيح عنه ببصري في كراهيه .. حين سالتي جدتي وانا الملم حاجياتي استعددا للرحيل  ان كنت اجيد التريكو قلت انى لا احبه ابدا فقالت يعنى لا تعرفيه .. أجبت : ايوه تحمست بشده و دلتني على درج تحفظ فيه ابرتين وشلة خيط من اجل بنات العائلة الاتي يزرنها و يطلبن منها تعليمهن ... ظلت تحكي لي و هي تشرح كيف تكون الغرزة المعتدله وكيف تكون المقلوبة كيف تعلمت من مدرساتها و كيف احتفظن بنماذج من شغلها لعرضه على المفتشات و الموجهات كيف صنعت لاولادها بلوفرات للمدرسه فظنت الناظرة انها وارد الخارج و كيف جلست تعلم احدي البنات فجذب الفن حفيدها وطلب ان يتعلم هو الاخر و صار امهر من امه .. تحكي وتحرك يديها ثم تلفت انتباهي .. "بصي ازاي .. كده"

في البدايه كنت اجاريها و قد شعرت انها تحاول ابقائي معها وقتا اكثر لكنى اندمجت معها تماما و هي تعرض على كيف تتكون الاعمدة والمربعات و كيف تغزل الضفائر " هاتي بنسه " .. "بنسه شعر و لا بنسه كهربائي" .. " بنسة شعر طبعا ايه بسنة الكهربائي دي"
" الزراديه يعني" .. ضحكت و هزت راسها " زراديه ايه بس مال الكلام ده بالتريكو" ... حين تناولت منى البنسه واخذت تسلت الغرز من الابره اليها ثم تستعيدها من جديد فتتكون اول عقدة في الضفيرة ابتسمت حتى ضفائر التريكو تحتاج للبنس

جاء خالي فوجدها تعلمني و لا تكاد تناولني الابر لأجرب بنفسي الا نادرا ثم تلومنى على هذا وذاك وتأخذهم منى "اعمل فيك ايه اعمل فيك ايه " ضحك و نصحها "الحنيه ما تنفعش مع الاشكال دي يا ماما اديها على دماغها " .. "بس يا ولد " .."حاضر" ابتسم و غمز لي فبادلته الابتسام ....
حين انهيت السطر الاخير و ناولتها الغزل اسألها كيف نعقد الغرزة الاخيره ارتني ثم قالت لي "انت يجي منك يا بنت انت" ثم ناولتني ما غزلته امامي " خليها معاك عينه عشان تفكرك"

عدت للبيت وراسي يطن لاتذكر كل ما قالته ونفذته طوال ساعتين على ان اجد ابرتين وخيط باسرع ما يكون وانفذ كل تقنيه على حده واظل اكررها و اكررها حتى تثبت في راسي ..

مر اسبوعين غزلت عينات متفرقه للاعمدة والمربعات والضفائر والمعتدل والمقلوب  وبدات مشروعا صغيرا لكوفيه جلست أغزلة بينما اشاهد تيمور وشفيقة على روتانا  حين جاء مشهد رومانسي للبطلين فوق الجليد يتصارحان بحبهما  تركت الغزل ركزت انتباهي على الشاشه لكن عوضا عن متابعة الحوار الدائر امامي كنت احلل الايس كاب الذي على راس أحمد السقا خمسه أعمدة معتدلة وخمس مقلوبة غرز صغيرة لان الخيط  رفيع و كذلك الابر .. النسيج مستطيل وتم زمة من اعلى إذن فقد تمت حياكته دققت النظر باحثة عن نقطة التقاء طرف النسيج فدارت الكاميرا ( لاأدري اكنت احلم ام كانت هناك ضرورة دراميه) حول احمد السقا فوجدتها عند قفاه .. "اها" قلتها في انتصار فنظرت اختى لي باستغراب "في ايه " تناولت الغزل من جديد بينما اقول في وقار "مافيش"

همهمة جديدة

الحلم القابع في رأسي يخبرني بأنك آت
يعاند قواعد المنطق والمسلمات
ابتسم مشفقة و امضي

كنت مكتئبه ويائسه وقتها .. تماما كما انا الان ... رغم ذلك اثق بانك آت ... لا علاقة لقواعد المنطق والمسلمات بالامر .. الامر متعلق كليا بي .. لم اعد ابتسم مشفقة وامضي لقد تغيرت ... أنت أيضا صرت شخصا اخر

رحلة غير متوقعة

كنت انوى ان اكتب عن شيء مختلف تماما .. اعلان غاظنى و قد صارت كثيرة الاعلانات التى تغيظ الواحد هذه الأيام لكنى توقفت قبل مجيئي لدي صديقة فأضاء فرحها قلبي ثم زرت اخرى فغزتنى الذكريات

-----
كانت ساقي تؤلمني كثيرا وقتها فما ان وجدت كرسيا خاليا حتى جلست كانت القاعة كلها خاليه على غير العادة لم يكن هناك سواي ووالداي ثم جاء رجل وامراه يدفعان سرير متحرك عليه رجل نحيف بارز عظمه يتاوه في خفوت طرقا باب عيادة معالجة الالم التى طالما حيرنى اسمها هل الالم مرض له علاج الالم عرض يصاحب امراضا عده فكيف تكون له عياده تعالجه دون المرض .. فتحت الباب ممرضة استمعت الي كلام المراه والرجل المصاحبين للمريض و نظرت في الاوراق التى ناولوها اياها ثم ادخلت راسها الى الغرفه تقول شيئا و أخرجتها تفسح لهما الطريق لم يمض دقائق على دخولهم حتى علت صرخة ... خرج السرير و المرأه تتشبث به و الرجل ينهرها للتتوقف عن العويل و رائهما خرجت الممرضه و الطبيب تبادل الرجل معهما الهمس ثم سار الركب حتى المصعد وسرعان ما اختفي فيه .. ساعتها تذكرت جدتى اهذا ما حدث حين ذهبت الى المستشفى ولم تعد بعدها ابدا ؟ ... سمعتنى امي فاحتضنت رأسي وهي تقول " لا ياماما مش هو ده الى حصل مش هوه ده" ... لم اكن طفلة كان عمري وقتها نصف عمري الان .. هذا بالضبط ما حدث اخذت شهيقا تسحب الهواء و زفرته فخرج ممزوجا بروحها ....

لم تعاودنى ذكرى هذا اليوم بعدها الا فيما ندر .. حتى في تلك الليلة لم تعاودني حين دخل يرتجف وهرول الى السرير وارتمى عليه وسالنى ان اغطيه .. حاولت ان اعرف منه اسم طبيبه لاكلمه لكنه رفض اصر على الا اقلق بيمنا عرقه البارد و السخونه راسه تحيرنى .. بماذا يشعر بالضبط .. أصر "ده دور برد داخل على"  غطيته وسهرت الى جواره لا ادري بالضبط ماذا افعل رفض الاتصال بطبيبه ورفض الكمادات البارده لانه تشعره بالمزيد من البرد رغم سخونه راسه حين اعياني التعب تكورت على الطرف البعيد من السرير انتظر ان يتحرك او يطلب شيئا كنت اغمض عينى وافتحها فاراه علي ضوء الصالة فاطمئن .. لاادري كم مره حدث ذلك لكن حين فتحتها اخر مره كان ضوء الشمس يملاء الغرفة و العرق يغملانى من حراره الجو ...وهو لم يكن هناك .. نظرت في الساعه فوجدتها التساعة الاربع .. لعله صحا مبكرا وخرج  .. خرجت الى الصاله لاجده راقدا على الكنبه ذهبت اوقظه فلم يستجب امسكت هاتفه و كلمت الفتاه التى وعدناها ان نصحبها معنا و اعتذرت لها ثم عدت لأحاول ايقاظه من جديد .. انتبهت في تلك المره الى احتقان لونه و برودته هززته فهالنى تخشبه ..فهمت ...لكن زوج خالتى حين جاء بالاسعاف ظل مصرا " ما تقلقيش ياماما هما هيفوقوه دلوقت "  ..لكنى كنت اعرف ان هذا لن يحدث

نحن صغار جدا وتافهون رغم ذلك سبعون بالمائة من وزننا كبر لهذا يأتي الموت ويرحل بمنتهى بالساطة تاركا اينا نتخبط في العجز والضعف وقلة الحيلة

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..