إدراك متأخر

عبارة كتبها صديق في صفحته على الفيس بوك .. اصابتني في الصميم ونكأت جرحا كاد ان يتلئم .. لا عن حسد ولكن عن غبطة أقول : كان حريا بي أن أقولها فمن أدرى بها سواي ... ورغم أدراكي أنه يشير ببلاغة لكل لبيب عن شأن عام تفجر اليوم .. إلا اننى اراها عنى بشكل شديد الخصوصية إنها الطيف الذي راوغني بالأمس لاختم به المراوغة دون جدوى
رغما عنى أتذكر صديقا أخر كان يندهش إلى حد الذهول حين اعلق في بساطة عن قصيدة كتبها ثم يملاء الدنيا صياحا  كيف ليس هناك من يفهم تلافيف دماغه مثلي وانني كمن يجلس داخل راسه متابعا ولادة الافكار و نموها ومسارتها ... لطالما اعتبرته مبالغا .. ولكن , أكان شعوره وقتها كشعوري الأن؟؟؟؟؟

حكمة اليوم , وربما كل يوم

يجب ان يمسك الضر لكي تشعر حقاً بكل ما تتغنى به طيلة حياتك ؛ لا تتقي الضر .. اذهب مباشرة تجاهه ؛ وحينها لن تكون حياتك قصةً وهميةً تحدث فقط في رأسك وتتراخى عند اطرافك ولسانك .. ستكون حياتك حقيقية ً تماما مثل احلام رأسك
إبراهيم خليل

مراوغة

حلم يراودني منذ فترة , ادور حوله ويدور حولي , حين اقترب ارتعبت وحين صار حتميا ان اقدم على الخطوة التي ستجعله حقيقيا ترددت , رجفة سرت في أوصالي تحذرني من  قائمة الاخافاقات وخيبات الامل التى امتلأت حتى لم يعد فيها مكان للمزيد , لكن ما كان باليد حيلة لو استسلمت لذهب و أنضم الى قائمة الفرص الفائتة و الماذا لو والتي بدورها لم يعد فيها موطيء لقدم ..
ما بين قوائم حياتي اتحرك كالبهلوان بخطوات حلزونية على اطراف أصابعي و بينما اوازن حملا على رأسي وأخر على كتفي  أمد كلتا يداي للأمام احاول اللحاق باخر عربات القطار و يمنعنى الوقار - لعن الله الوقار - أن اصيح باعلى صوت  "تمهل , انتظر" 

عد تنازلي

بين الفينه والاخري تًميل راسي الذكرى القريبة فأبتسم.
منذ فجر اليوم وخلال ظهره وعصره كنت انتظر احداثا مؤلمة بكاء وعذاب و خاتمة ماساوية جاء البكاء والعذاب , لكن على عكس ما توقعت لاحت خاتمة سعيدة, لاحت في هدوء وثبات بلا افتعال رغم اني اظن انها جائت نتيجة خضوع للضغوط .. رغم حبي للخواتيم الحزينه أجدني هذه المرة كارهه لها  , بعض الحكايات تعصف بك تضربك في مقتل و تتركك فاغر الفاه مجمد الأطراف , هذه الحكايات خطرة , لاأعود لها إلا نادرا وغالبا لا اعود  أبدا , وهناك حكايات تطوف بك في جهات الأرض الأربع , تعلو بك وتهبط بين رعد وبرق وأمطار لكنها في النهاية تصفو في بهاء , هذه حكايات أحبها, أتعلق بها بجنون و اعود إليها دائما
بين الفينة والاخرى تلوح البشائر أمامي ويضربني نور الصباح مداعبا فأبتسم في رضى

ترحل الزهوة ويبقى الحنين

ها هي حكاية اخري تلملم اطرافها استعدادا للرحيل , تلملم أيضا بقايا الاضواء والألوان , و تسحب دفقات الدفء ونفحات العطر
وها أنا ككل مرة يحرقني الفراق قبل الرحيل قبل الوداع, فاسواء من الفراق انتظاره , و أسواء من الرحيل مراقبة الراحل يستعد, يرتب حاجياتة, يضع معطفة و ينتظر صافرة القطار 
ها هي حكاية اخرى تمضي دون أن تلمنى ضمن ما تلم او تسحبني فيما تسحب , دون أن ترتبني بنظام في أحد الحقائب أو تضعني بعناية في احد السلال ربما لاني لم اعد طفلة ولم تعد الحقائب تسعنى ولا السلال تضمني ولم يعد أحد قادرا على حملي أو مباليا بضمي
حين تاتي صافرة القطار اخيرا, تلتفت الحكاية , تبتسم, تلوح بكفها و قبل أن تمضي ترجع الصدى لأخر ما قيل ..  لكنها لا ترحل حقا ما يرحل حقا هو  لحظات الترقب والتوقع و الدهشة  . تبقى الحكاية بعد رحيل زهوتها فنعود سويا  نمشي كصديقتين قديمتين نتبادل الذكريات و نبتسم يملائنا الحنين, و قبل أن انام  ارتبها بنظام في رف مكتبتي او اضعها بعناية في ملف اصفر صغير يحمل اسمها


هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..