حلم على مصراعيه

منذ صار لديها حرية اختيار المكتب الذي تجلس امامه وهي تختار دائما ذلك المواجه للباب .
من ناحية هو قريب من مكتب مشرف الغرفه ما يسهل عليها سؤاله فيما لا تفهمه دون التحرك من مكانها و الذهاب إليه او رفع صوتها بالنداء عليه ذلك الركن المنعزل الذي وضع فيه يعطيها مساحة على صغرها فهي اكبر من باقي المساحات المحيطة بباقي المكاتب تلك المساحة يمكنها استغلالها للصلاة او ممارسه عملها واقفه حين يعيها الجلوس دون ان تعطل مسارات الحركة داخل الغرفة ايضا كونه مواجها للباب يمنحها لمحه مما يدور خارجه ما يسليها قليلا و يروي فضولها تجاه الاصوات المتداخلة التي لا تتوقف عن التسلل عبره طوال اليوم . 

في الايام الاخيرة ظهرت لذلك المكان ميزة اخرى , عبر الباب يمكنها دوما ان تلمح باب غرفه اخري الغرفه التي يعمل بها فلان فلان الذي يشرف على الطابق باكمله فلان الذي لا يتوقف عن التنقل من غرفه لاخرى ولا ينفك يقف على باب غرفته رافعا عقيرته بالصياح مقرعا او منذرا او مناديا على احدهم فلان الذي تحرص على تجنبه قدر الامكان حتي لا يسمعها مالا يرضيها فلان الذي لا تتوقف الفتيات عن اغتيابه منذ التحقن جميعا بتلك الوظيفة .... فلان الذي زارها منذ بضعة أيام في المنام !!!!

صحبة اليابانى خاصمتني بعد ان خاصمتهم لم نتشاجر و نخرج سواد نفوسنا كما يفعل المتخاصمون فقط انا انسحبت بهدوء من المحاضرات و صار واضحا ان الحضور هو ما يربطنا ببعضنا وان مجرد الانسحاب ارهاقا او تحت ضغط من الظروف سيخرجك بهدوء من مجوعة كنت يوما قلبها و محركها الى خارج الاسوار العالية المحيطة بهم , لا لوم عليهم فالبعيد عن العين بعيد عن القلب لكنه امر محبط لانى احبهم واحب صحبتهم واحب الونس الذي يمنحونني اياه و صحبة العمل على لطفها وخفة ظلها لا تجمعني بها اهتمامات حقيقية هناك الكثير من النميمة و الغيبة و المزاح الرخيص و هو على ما يبدو امر طبيعي و معتاد حين يكون كل العاملين بالغرفة من البنات لكنها امور لم اعتد الانغماس فيها لا اهتم كيف بدت فلانه في ليلة زفافها ولايضاقني البته كونها دعت الشركة كلها سوانا ولا اهتم كثيرا باخر مغامرات فلان العاطفية سواء داخل الشركة او خارجها ..

اليوم اعلنوا عن موعد امتحانات الشفوي و التحريري و هذه المرة انا متأكدة انى سأرسب في المرتين السابقتين كلما راودني شك انى سارسب حاربته بالمذاكرة و في المرتين نجوت من الرسوب بشق الانفس هذه المرة لا شك لدي انا متيقنه من رسوبي لا اذاكر ولا احضر المحاضرات ولا اجد ذرة من دافع تحمسني للمذاكرة حتي البقاء في صحبة الياباني لم تعد تكفي .. الشعره الوحيدة التي كانت باقية لى هي ان دراسة الياباني هي الهواية الوحيدة التى امارسها بانتظام الخيط الامل الوحيد الذي يربطني بحلم قديم مازال ينبض لكن تلك الشعرة بدات تتهالك و النبض الدافيء في قلب الحلم الصغير يتباطيء لا اعرف بالضبط ماذا افعل لاعيد له الحياة هذا اخر حلم بقى لدي لو مات اعتقد اني سالحق به 

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..