لقاء البارحة

وصلنا قبل موعدنا بعشر دقائق لم يكن هناك من أحد أمام الباب الحديدي سوى السيد ذو العوينات السميكة والعمر الطويل تذكرته فورا فابتسمت. سألة أخي عن الجماعة فأشار لأعلى "هناك لم يبدأوا بعد تفضلوا تفضلوا" فتفضلنا سألت أخي قبل أن نصعد السلم ان كان المفروض أن ننتظر أو نتصل فقال "لن نقف في الشارع المظلم هكذا دعينا نصعد" صعدنا واتخذنا مجلسنا في الرواق الطويل على كرسيين متجاورين بينما هناك في أخر الرواق طاولة يجلس خلفها اثنان المضيف والمنظم قال المضيف" لنتكلم قليلا حتى يصل الضيف هو في الطريق لا تقلقوا"

----
قمت بعد أذان العصر بقليل لأصلي و أجهز نفسي للنزول و حضور المسرحية التي دعيت لها, ما أن استويت واقفة حتي صدحت فيروز من هاتفي النقال "يا أنا يا أنا أنا ويااك" رددت على الرقم الغريب "الوو سلامو عليكو" ليأتي صوت الطرف الاخر مهذبا و متعجلا عرف نفسه فرحبت به, تأكد من صحة الرقم و أملاني العنوان فعرفته سألته عن بعض التفاصيل لأتأكد فأبتسم وقال "والله لا أعرف أنا لم أذهب من قبل هذا هو العنوان كما أعطيته" قبل أن يغلق الخط تذكرت فسألته بسرعة أن كان يمكن لأخي المجيء لأن الميعاد متأخر فرد "أه طبعا حضرتك ينفع" ناديت على أمي و ذهبت أخبرها ثم ذهبت لأخبر أخي.
----
سألتني السيدة الجالسة أمامي عن شخصية السيد المنظم فاخبرتها أني لا أعلم , كنت أعرفه شكلا لا أسما تماما كالسيد ذو العوينات والعمر الذي قابلنا عند الباب. أرتفعت رنة هاتف أحد الجالسين خلفنا وارتفع صوته محييا ومازحا وحاجبا صوت الضيف "والله طيب نعيما يا سيدي" نعيما !! التفت معظم الحاضرين اليه فخفض صوته ثم أنهي المكالمة. كنت قد ضبطت هاتفي على وضع الصامت حين تعالت رنات الهواتف في البداية رغم ذلك فاجئتني فيروز "أكتب أسمك يا حبيبي" الأدق هي افزعتنى أنتفضت في مكاني ثم اسرعت الغي مكالمة والدتي واعيد ضبطه من جديد على وضع الخرس قبل أن أعيدة لحقيبتي أمعنت النظر فية مجددا و تاكدت مرة أخرى من خرسة التام.
----
مع أنتصاف النهار كنت قد وطنت نفسي أن طلبي قد رفض ومن ثم ركزت تفكيري وخططي على ما دعيت إليه بالفعل وان ظللت أفكر أنه من السخيف أن لا يأتينى رد حتى الان ولو بالرفض لأعرف ماذا سأفعل بالضبط وإلى أين ساذهب و ها أنا قبلها ببضع ساعات فقط أتلقى تأكيدا لم يفت خمس دقائق حتى هاتفني الرقم الغريب مرة أخرى وجائني الصوت من الطرف الاخر مهذبا متعجلا يعرف نفسه و يتاكد من الرقم أنتبهت قبل أن يملينى العنوان مره اخرى أنه يظننى شخص أخر فقاطعتة معتذرة ونبهته انه قد كلمنى منذ قليل. أعتذر عن الازعاج لأن الرقم على ما يبدوا تكرر أمامه فاعتذرت عن الازعاج بدوري لان تكرار الرقم غالبا سببه عدد الرسائل التي ارسلتها. أغلقت الخط وبدأت الاعداد للنزول قبل دقائق من مغادرتنا صدحت فيروز مرة اخرى فأعددت نفسي لفاصل جديد أعتذر فيه عن إلحاحي لكن الرقم كان مختلف وحين رددت "ألوو سلامو عليكو" اغلق المتصل الخط.
----
سالتني السيدة الجالسة أمامي إن كنت قد دعيت للحضور فأجبت ان نعم , فأخبرتنى انها أيضا مدعوة حييتها في خفوت ورحبت بها فسألتني إن كنت أعرف باقي المدعوين فأجبت أن لا , قالت أنها ترى وجوة جديده اليوم ثم استطردت حين لمحت الغباء مرسوما على وجهي لقد دعيت من قبل في مناسبة سابقة , أه قلتها في نصف فهم, هل كانت تنظر مقابلة ناس أخرين ؟ قبل أن تعتدل للأمام مرة أخري سألتني سؤلا أخيرا هل هناك وسيلة مواصلات من هنا لرمسيس؟
----
سألني أخي بعد نهاية اللقاء بقليل "هل تنتظرين شيئا" فأجبته "لا" بحثت عن السيدة التى كانت تجلس امامي لاسئلها ماذا بعد هل هناك شيء ما مطلوب منا كمدعوين لكنها كانت قد غادرت مجلسها و لمحت طرف حجابها البنفسجي الامع فعرفت أنها قد ذابت في زحام باقي الحاضرين الذين حاصروا طاولة الضيف والمضيف . فكرت أني كان المفروض أن أسأل السيد المهذب حين أتصل ان كان علينا انتظاره قبل بداية اللقاء أو بعد نهايته لكن هو الاخر لم يقل شيئا, ماهو التزامي بالضبط مقابل هذه الدعوة الخاصة؟ كانت السيدة التي دعيت من قبل قد أختفت تماما. سالني اخي من جديد "هل تنتظرين شيئا" سألته وانا انظر للحصار المضروب حول السادة المهذبين " هل ترغب في تحيتهم" كان مثلي ينفر من الزحام والمزاحمة فاجاب بحزم "كلا"
----
نادى سائق الحافلة "سلم التحرير يا أساتذة" فسألني "أخي هل ننزل هنا" نظرت حولي ورددت "نعم" كان خط سيره مختلف عما توقعت ولكنه لم يبتعد كثيرا هبطنا من فوق الكوبري و مشينا في زحام الكورنيش حتي كوبري قصر النيل عبرنا الشارع و مضينا عبر ميدان سيمون بوليفار حتى وصلنا لشارع القصر العيني. كنت أعرف الشارع الذي نقصدة فلم نضل الطريق اليه .
في طريق العودة قفينا على أثارنا عودة الي ميدان التحرير لنركب منه الي شارعنا ثم بيتنا الحبيب الدافيء كانت الساعة قد قاربت الثانية صباحا فنبهت اخي ان إعادة البرنامج ستبداء بعد قليل فتناول جهاز التحكم وضبط الاستقبال على دريم 2 و جلسنا سويا ننتظر

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..