كابوس



رأت - فيما يرى النائم – نفسها تخطو بثقة و اعتدال في مكان فسيح كانت ترتدي الثوب الاسود الضيق الذي رات صورته على الفيس بوك قبل ان تنام بكافة المكملات التى تناثرت حوله في الصورة  سوار وعقد و حزام زرق كالسماء و تدق على ارضية رخامية بحذاء عالي الكعبين من ذات اللون بحثت بعينيها عن مرأه فلم تلمح واحدة تحسست الثوب الحريري يلف جسدها باحكام و شعرت بنشوة وخيلاء مررت يدها على شعرها فوجدته معقودا مرفوعا باحكام فوق راسها شعرت بجذوره المشدودة بقوة تؤلمها لكنها استعذبت الالم تسائلت إن كان الشريط الستاني الذي يلف شعرها هو الاخر بلون السماء ثم شعرت انها غبية بالتأكيد بلون السماء داعبها شعور انها ذاهبة لتفطر امام تيفاني سمعت مواءا ضعيفا بينما يحتك جسم ناعم دافيء بساقها خفضت بصرها فوجدت قطا مشمشيا يتمسح بها قرفصت في اناقة تربت عليه و تداعب فرائة حتى قرقر راضيا فابتسمت فكرت انه لو كان سياميا فضي الفراء أزرق العينين كان سيصبح اكثر ملائمة  قفز القط فجاه من بين يديها كانما يعترض على الفكرة تابعته وهو يختفي ثم انتصبت واقفه تلفتت حولها بحثا عن احد فلم تجد تحسست جسدها في رضا و قررت ان تتبع القط , مضت تخطو من جديد بثقة و بدلال شعرت بأعناق تستدير واعين تتبعها لكنها لم تلمح أي منها بعد روادها احساس انها تلك المراه الإيطالية في اللفيلم الذي يحمل أسمها ماذا كان اسمه \ أسمها؟ تسائلت ولم تبال بالاجابة كانت الاعناق والاعين الخفية تسكرها هبت نسمة لطيفة عن يمينها فالتفتت لتجد نافذة مفتوحة لا تتوقف ستائرها عن الحركة بفعل الهواء اقتربت من النافذة فرأت المراة الإيطالية التى نست اسمها تخطو في الساحة بتحد وقد صبغت شعرها الفاحم بالأحمر جلست على اول طاولة قابلتها بالمقهى ووضعت سيجارة في فمها فامتدت إليها عدة ايدي تحمل قداحات مشتعلة , اسرعت الخطا محاذية الجدار الذي امتلاء بالنوافذ وقد قررت ان تنزل إلى الساحة لتسأل المراه عن أسمها و الاهم تسالها عن امر لم تدر ما هو لكنه بدا لا يحتمل الإنتظار غادرت المراة مجلسها واتجهت لمبنى قريب يحيط بها ويتبعها أصحاب القداحات و نفر غير قليل انضم إليهم من رواد المقهى والعابرين توقفت امام احدي النوافذ لتناديها وتطلب منها الانتظار لكنها لم تدر بم تناديها تابعتها و هي تدخل المبنى مع حاشيتها وقررت انها حين تصل للساحة ستدق الباب وتطلب مقابلتها ركضت بحذاء الجدار و نوافذه كلما مرت بواحدة القت بصرها تجاه الساحة لتتاكد ان المراة لم تغادر المبنى بعد لكن الجدار بدا بلا نهاية بينما الساحة تبتعد شيئا فشيئا والمشهد امام النوافذ يتغير تباطئت خطواتها وشعرت بالحيرة جاء صوت من خلفها يقول- مهذبا رخميا وبلغة غريبة- : سيدتي .. التفتت له مندهشة كان يرتدي زيا انيقا و رغم ذلك صنفته كواحد من الخدم و هي ترفع ذقنها في كبرياء اشار الى عكس الاتجاه الذي كانت تركض فيه : الحفل في هذا الاتجاه .. تبعته في وقار وقد تذكرت انها مدعوة لحفل كيف نست هذا قادها عبر ردهات عدة بدا ان لا نهاية لها حتى توقف فجاه امام باب ذهبي بضلفتين يحرسه خادمين يمسك كل واحد بمقبض احدي الضلفتين في استعداد : سألعن عن وصولك الان  قالها فتحرك الخادمين يجذبان الباب الثقيل .. توترت و بحثت بعينيها عن مرآه فلم تجد  خفضت بصرها بسرعة لتطمئن على هندام ثوبها كان زمرديا منفوشا عاري الأكتاف هزت رأسها حين شعرت بالضوء القادم من خلف الباب فتحرك شعرها حرا يداعب كتفيها و ظهرها العاريين و جدت نفسها فجاة تقف في قاعة واسعة بين سيدات انيقات و سادة يرتدون الازياء الرسمية و يعلقون النياشيين تغطي وجوههم أقنعة  مزركشة يزينها الريش او نحتت لتحاكي وجوه الحيوانات والطيور تحسست وجهها فوجد قناعا يزينه الريش يغطيه لم تفهم من أين جاء ولا كيف يحافظ على مكانه دون تثبيت سمعت من يهمس خلفها بأن "انظروا انها هنا" شعرت أنها المعنية تلفتت حولها بحثا عن مهرب حتي وجدت بابا زجاجيا لا يبعد عنها إلا قليلا انزلقت بخفة ورشاقة بين السيدات والسادة حتى بلغته خرجت إلى شرفه واسعة تطل على حديقة كبيرة لمحت ظلا يتحرك فالتفتت ناحيته و جدت رجلا في زي اسود يسرع الخطا هابطا درجات تفضي للحديقة نادته وهي نسرع للحاق به :انتظر لم يلتفت لكنه ابطاء الخطا حين ادركته اخيرا كان قد بلغ الحديقة و وقف ينتظرها كان زيه الرسمي الاسود يخلو من النياشين والسيوف بل والالوان عدا فراشة حريرية زمردية تحيط بعنقة من خلف قناعة حالك السواد بدا ان عيناه تشتعلان بلهب أخضر خمد تقريبا حين اقتربت منه فرد كفة يغطيها قفازا اسود فتوقفت على بعد خطوات منه تاملها طويلا وابتسم بركن فمه عادت ألسنة اللهب الأخضر تتراقص في عينية فشعرت بمثلها يتراقص في احشائها أشار لها بكفه أن تقترب رغما عنها اقتربت كان اللهب قد سيطر على ساقيها يدفعهما دفعا نحوه شعرت بالظلام يلفها  وصارت لا ترى سوى اللهب المتراقص في عينيه تحول الظلام إلى فراء أسود يلفها باحكام ويعتصرها حتى تقطعت انفاسها امتد الفراء ليغطي رأسها ووجهها بينما اللهب الاخضر يرقص في جنون انتبهت قبل ان يغطى الفراء عينيها ان الاذنين الناتئتين على قمة رأسة ليستا جزءا من القناع بل جزء من رأسه ملاء صوت المواء اذنيها بينما يصر الفراء على اعتصارها اكثر فأكثر فاكثر فأكثر
صرخت فزعه و حاولت بكل ما لديها من قوة ان تخرج من الشرنقه الفرائية السوداء و كلما فشلت في اختراقها صرخت في قهروانهمرت دموعها شعرت بحركه حولها وسمعت من ينهرها : بس عشان نعرف نخرجك من الكفن ده ... هدأت و قد بدات تستوعب كنه الموجودات والاصوات حولها ...
 لهثت طويلا بعد ان انقذوها لم تكن تصدق ان الهواء يدخل رئتيها بالفعل كان العرق و الدموع والمخاط يغطون وجهها لكنها لم تبال كانت تسحب الهواء في جشع لرئتيها .. فقط رفعت فقط راسها تتامل غرفتها وسريرها و البطانية المكومة إلى جواره بينما لا تتوقف امها و اختها عن اللوم و التقريع و لا يتوقف قطها عن حك فراءة بسيقانهما.

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..