بالامس اتصلت بي صديقتى بعد طول غياب لتطمئن على , كل منا كانت غارقة في ما يجري في حياتها و مع المسافة الكونية التى تفصل مدينتينا كنا لماما ما نجتمع و منذ بضعة أيام كنت امر بين الصور القديمة في الفيس بوك ووجدت صورة وضعتها هذه الصديقة على حائطي في أحد ايام إكتئابي التى كانت لا تنتهي  مع تعليق لطيف عن اليرقة التى تقضي وقتا طويلا في الشرنقة لتخرج بعدها فراشة جميلة تطير عاليا في الفضاء .. علقت ساعتها تعلقا يقطر يأسا عن حال بعض الشرانق التى لا تفتح ابدا و اليرقات التى تأبى النضوج ... نظرت لتعليقى قليلا ثم كتبت تعليقا جديدا كيف انها كانت ابعد نظرا منى واننى لدهشتى ما ان لاح شق في شرنقتى طرت ابعد واعلى من اي مستجد .. في المكالمة الهاتفية امس سالتنى وانا متدثرة بين اغطيتى عن عملي فأخبرتها فسألتنى ما وظيفتي بالضبط  حين أخبرتها خرجت دهشتها في هيئة ضحك هستيري يتخلله من أن لأخر " واااو" بينما اختى تضحك إلى جواري هي الاخري و تردد " كده خضيتى البنت " ثم صاحت لتسمع صديقتى عبر الهاتف " معلش اصلها أول ما شطحت نطحت" .. ابتسمت في حرج وقد أدركت اننى قلت ببساطة امرا غير هين.
اجلس الان في عملى غير قادرة على التركيز في ما على فعله أشعر انى حين نطقت الكلمات بالأمس تجسدت وصارت كائنا حيا  سيظهر كلما نطق أحد إلى جواري شيئا يخصه بعد ان كان مجرد كلام يتداولونه من حولى و اخذه بتواضع على اعتبار أنهم يبالغون.. الان سيظهر ويبتسم مشجعا او يعبس لائما أو حتى أو شفتيه امتعاضا.  أراه بطرف عينى واقفا خلفي الأن لم يكتسب ملامح واضحة بعد فيبدو كوحش أسطوري يحدق في فاغرا فاه ينتظر اللحظة الملائمة لإلتهامي.
أحاول إلهاء نفسي عن الوحش المحق بها بالاوراق امامي او يبشاشة حاسوبي وما عليها و بهذه التدوينة بلا فائدة. يبدو أنني سأستغرق وقتا اطول من صديقتي في تخطي صدمة الاكتشاف و لن يكفيني وقتها مخزون العالم اجمع من الضحك الهستيري  او ربما من يدري البكاء.

من أنتم؟



لا بأس .. سأجاريك سأجرب .. من يدري لعلك موكل بهدم اخر معاقل الكبر لدي (لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر) إن كنت كذلك فاهلا بك  ... تفضل

أصحاب واجب


في اليوم الاول للانتخابات صحوت مكتئبة سوداوية المزاج و طوال الطريق من بيتى في أطراف الجيزة لمقر عملي في اطراف القاهرة و أنا ازداد كئابة و سوداوية .

بجوار عملى مدرسة تحولت للجنة انتخابية ... كان الطابور يمتد طويلا طويلا و يلتف حولها و يختفى في الافق إلى مالا نهاية .. تذكرت يوم الاستفتاء و استعدت حالة يوم العيد التى كانت تلفني يومها فولت رفيقتا السوء عنى و رقص قلبي فرحا شعرت انه لاخوف علينا حتى لو اخطئنا الاختيار سنتعلم من أخطائنا و لن نكررها يكفى اننا استعدنا احساسنا بقيمتنا كأفراد و ادركنا قوة تأثيرنا و واجبنا في حسن استغلاله تراقصت سعادتي في عيناني وعلى شفتي وانا اتوقف قليلا لتصوير الطابور ثم اعاود المشي. في العادة احافظ على وجه متهجم جاد في المكتب و مع اقترابي منه شيئا فشيئا حاولت جاهدة السيطرة على الحفل الصاخب الذي اقامة قلبي على بوابتي ولم افلح  حتى حين لمحت رئيسي يقترب من باب المكتب لم افلح . لحقت به وهو يفتح الباب و حييته فرد تحيني مستغربا.

وضعت حقيبتي  و شغلت حاسوبي وذهبت للمطبخ أعد شاي الصباح لأن الساعي تاخر كالعادة توقفت في طريقى وعلى غير عادتي طرقت باب رئيسي المفتوح وسالته "انتخبت " رد " لسه" ثم  قال شيء ما اعطاني انطباعا انه لن يفعل فقلت بخيبة امل طفل لن يحصل على الحلوى التى وعدوه بها " يعنى مش هاتنتخب" ابتسم " هانتخب بس لما الزحمة تخف شوية النهاردة بالليل او بكرة الضهر" فعادت بسمتي الواسعة من جديد وسالته "تشرب حاجة" بدا عليه الاستغراب مرة أخرى و اجاب " قهوة" فهززت راسي و سالته كيف يشربها و ذهبت اعد شايي وقهوته


 كان لدي يومها مهمة خارج المكتب و كان الزحام شنيعا. الطريق الذي لا يستغرق سوي نصف ساعة استغرق ثلاثا ذهابا و مثلهم إيابا بدا وكأن السيارات ذاهبة للإدلاء بصوتها هي الأخرى . خلال ست ساعات قصيتها في السيارة اتصلت بخالي بضع مرات اطمئن على أمي في رفقته  و في اخر مكالمة اخبرنى ان الطريق واقف تماما وانه سيصحب امي لبيته فاخبرته انى سألحق بهم فلا امل لنا في العودة للبيت  بهذا الشكل .

في الصباح التالي ركبت تاكسي مع امي  السائق لم يبد مريحا ابدا بسرواله و معطفه المتسخين و شعره المنكوش و شبشبه ذو الصباع يمكنك ان تعتبره بلطجي متنكر وتتصرف على هذا الاساس بضمير مرتاح . لكن لم يكن منه بد بعد طول انتظار توكلنا على الله و ركبنا و صفت له الطريق و افهمته اني سأنزل اولا لألحق بعملى و كنت قد تأخرت تاخيرا كونيا دفع رئيسي للاتصال بي لاول مرة منذ التحقت بعملي  ليسالنى في قلق ما ان سمع صوتي "انت كويسة؟" اخبرته - بينما السائق يمون سيارته بالغاز الطبيعى بعد ان اوقف العداد مؤقتا - اننى بخير و ان امي معي لهذا تأخرت .
سألنا السائق وهو يخرج  بالسيارة من محطة البنزين ويعيد تشغيل العداد "انتخبتوا" فاخبرناه اننا من محافظة اخرى ولم يحن علينا الدور ثم  سألته امي "حضرتك انتخبت" فاجاب في سعادة وهو يرفع اصبعه الملطخ بالحبر في فخر "أيوه" سألته لمن صوت فقال " للكتلة المصرية و في الفردي اخترت شاب صحفي جاري واد كويس اوى وابوه راجل محترم " ثم استفاض يحكي عن مرشحي الدائرة و احدا واحدا ومن بينهم تاجر مخدرات ثم شرح كيف بحث عن المتعلمين ذوي السمعة الحسنة لان المتعلمين "هما الى هيقوموا البلد"
بالامس حين سمعت رئيسي يعرب عن قلقه من نتائج الانتخابات تذكرت السائق ذو المظهر المقلق, أبتسمت و فكرت انه لا داعي للقلق أبدا

علامة معقوفة ونقطة

سألت نفسها : هو أنا كان ينفع اسأل في ايه ؟ .. لم تجد لسؤالها اجابة خاصة حين ظهر سؤال جديد : طب لو كنت سألت كنت هلاقي إجابة ؟؟ .. اعتادت طوال حياتها أن الناس يرفضون أو يتهربون من اجابة الاسئلة بل و ربما اسوأ من ذلك يكذبون أو يسخرون في وضاعة من غبائها لأنها لا تعلم ... لذا تعودت ألا تسأل .. تفكر وحدها وتكتشف الإجابة
هذه المرة ادركت متأخره كعادتها أنه كان عليها أن تسال ليس فقط اظهارا للمودة وفتحا لباب من الفضفضة ربما ينتظر المسؤول فتحه و لكن أيضا لتكتشف اجابة السؤال الازلي : هو أنا ينفع أسال ..؟

الدنيا دي حاجة ما تسواش

إكتشاف

لا أريد رجلا يغير اسمه كلما غير حبيبته .. أريد رجلا يغير العالم من أجلي ولا يتغير

قدر

ابحث عنى فلا اجدني إلا عندك .. لكن عندك مغلق دائما للتحسينات

لعبة

اكتشفت وجودها منذ قليل .. كل طرف يرغب في رد بعض من الالم للاخر و حبذا لو ترك في حلقه غصة مماثلة ..  لا ناقة لي فيها ولا جمل لكننى رغم ذلك ارقبها بفضول ... الفضول قتل القط وانا قط لم يعلموه ان يبالي بالموت ...
لكنني تعلمت منذ زمن انني لأفهم الناس على أن اتقمص مظاهر شخوصهم و ما أعرفه من ظروف تحيطهم و اعيش الدور قليلا املاء الفراغات من عندي اولا ثم يبدو ما أضيفه غير منطقى فاظل احور وابدل واجدد فتمتليء الفراغات تدريجيا بما يبدوا متسقا مع الثوابت التي اعرفها
كنت ألهو بلعبتي تلك في حالي و غير عابئة لأحد حين كشفت لي لعبتي لعبة غيري .... أفعل ما بوسعي حتى لا اتدخل فيما لا يخصني و لم ابتدع لعبتى من الاساس إلا كوسيلة تشبع فضولي و تجنبني  السؤال عما لا يعنيني فسماع مالا يرضيني ...

فقط لو املك الوجه او الصفة لأقول شيئا ... لكن من انا ؟؟ ما أدراني انهما يعلمان بنزولهما الساحة من الاساس؟؟ ثم ما أدراني أن ما اراه ليس إلا أضغاث ألعاب ؟؟

ساصمت واراقب في هدوء او ربما -و هو الافضل - اجد لنفسي شيئا افضل افعله

حديث شريف

[رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده]

جنونٌ مُعاد

أردد أول بيتين مرتين , انتبه فالحق بهما ثاني بيتين و اظل اكررهم مرارا .... اعرف اني ألبس الكلمات معان من عندي .. لكنها قراءة خاصة لي وحدي لن يراها سواي  لذا افعل بها ما اشاء .. يختلط ضحكي ببكائي و انا  اردد و اردد واردد ,  ادور و ادور وادور .. ثم انفجر

سحقا للكون المتعسف

لا جديد

اذهب  و اعود وحدي , و ما بين ذهابي وإيابي ليس معي سواي , حوار جانبي هنا , هزة راس وتحية هناك , طلب مهذب ورد اكثر تهذيبا , ثم بخطوات سريعة  أغادر في حزم 

How deep is your love



I know your eyes in the morning sun
I feel you touch me in the pouring rain
And the moment that you wander far from me
I wanna feel you in my arms again

And you come to me on a summer breeze
Keep me warm in your love
Then you softly leave
And it's me you need to show
How deep is your love?

How deep is your love
How deep is your love
I really need to learn
'Cause we're living in a world of fools
Breakin’ us down
When they all should let us be
We belong to you and me

I believe in you
You know the door to my very soul
You're the light in my deepest, darkest hour
You're my saviour when I fall
And you may not think I care for you
When you know down inside
That I really do

And it's me you need to show
How deep is your love?
How deep is your love
How deep is your love
I really need to learn
'Cause we're living in a world of fools
Breakin’ us down
When they all should let us be
We belong to you and me

And you come to me on a summer breeze,
Keep me warm in your love
Then you softly leave
And it's me you need to show
How deep is your love?

How deep is your love
How deep is your love
I really need to learn
'Cause we're living in a world of fools
Breakin’ us down
When they all should let us be
We belong to you and me

حكمة اليوم و كل يوم


"فقدان الأمل كالارتطام بقاع هاوية عميقة؛ مؤلم، لكن يضع أرضاً صلبة تحت قدميك أخيراً, في الحالتين هي أرض صلبة يمكن الوقوف عليها مهما استهلك ذلك من وقت للاستيعاب والخروج من الصدمة وانجبار العظام."
Ala Anaïs von Rabbie

زوابع صغيرة متتالية

  ما بين صباحي و مسائي يتقلب مزاجي مائة مرة ويزيد .. اعتقد احيانا اننى ساجن او انني جننت و صار ما صار وانتهينا
لم يعد لي مزاج محدد مسيطر و لا ادري هل كان لي يوما شيء كهذا .. كل ما اعرفة ان هذه الفوضى المزاجية تجعلنى اتحرك كالسكارى اتكلم كالسكاري و ربما اكتب ايضا كالسكارى
اخشى ما اخشاه ان افيق في النهاية على ابشع هانج اوفر في الوجود

جنون مطبق

منذ بضعة اسابيع وهناك هاجس يروادني كلما نهرتة وطردته عاودني .
حاورته بالمنطق فلم يبرح مكانة .. لعنته و ما يبشر به من خراب لكنه لم يتتعتع
اندرت على خيالى ألومه على الهاجس الذي  ابتلاني به افند اسبابه وانشر لا معقوليته .. لكن بخلاف عقلى الرافض كل جوارحي كانت تصدق و كأنها ترى  ما لا أراه خيالى كان يعاندني و يتخطى الهاجس لما بعده فأحسبن عليه .. هل رايت احدا من قبل يحسبن على خياله ..
في النهاية قيدت الهاجس و ما شابه من خيال والقيتهما في جب عميق لا تفاوض ولا استسلام عندي في مواقفي الاخلاقية و كان في الهاجس وما يشوبه ما يهدد موقفا قررت ان يكون نبيلا مهما كلفني الامر
اكره نفسي بشدة الان اشعر ان ما صار كان وراءه بشكل ما هاجسي المستميت و ما شابه من خيال .. لعنة الله على الهواجس وما يشوبها

ركام وقبض ريح

منذ سنوات بعيدة , ضرب تسونامي شواطئ أمني , بعد أن انسحب المد و عادت المياة للبحر و قفت بين الركام افكر فيما كان و فيما ضاع وفي الاتي
كان الاتي ضبابيا .. بينما اتأمل الركام هذا بقايا ذاك و تلك كانت معلقة هناك فكرت ان كل هذه ماديات تذهب وتجيء و قيمة المرء في انسانيتة و اخلاقة .. ما  أسهل أن ستعيد ما كان بالتخلى عن الاخلاق وامتهان الانسانية لكن ماذا لو ضربني تسونامي جديد و اخذ كل شيء من جديد و لم يبق لدي سوى الركام .. بم سأقايض ساعتها

كلما توغل بي العمر احمد ربي على توفيقى لهذا الاختيار .. فلم يساورني يوما ندما عليه ..

بحاول افكر روحي بفرحتى بيك يا مصر بس مش عارفة كل ما افكر روحي بيك دموعي تبقى هاتغلبني وانا بحاول امنعها .
لسه شبح الحبر البمبي في صباعي و لسة خبر نجاحك ما باقالوش ساعتين.. بس شفت خبر نكد على ما تتخيليش ازاي يا مصر .. بمنع نفسي من العياط بالعافية يا مصر.. ما تزعليش منى هه

House M.D



صوتك وصوتي و رأي الأغلبية


واحنا واقفين في طابور الاستفتاء جم اتنين ستات و احدة منقبة والتانية بخمار .. ام خمار مصرة تعرف مني انا هصوت بنعم ولا بلا .. وانا اقول لها التصويت سري تقول لى ومالة بس افرضي انا رايي غلط و انت رأيك صح واقنعتيني .. قلتلها انت رايك مش غلط حتى لو كان عكس رايي أنا عندي ثقة في انك هاتختاري صح يا ريت انت كمان يكون عندك نفس الثقة دي في .. بردة اصرت ابتسمت لها وحطيت سماعات الام بي ثري في وداني .. اختى استلمتها و سخنوا هما الاتنين على بعض وهات و خد .. السماعات كانت في ودني صحيح لكن كنت سامعة بيقولوا ايه .. اما زهقت شلت السماعة من ودني وقلتلها على فكرة انا متشكرة اوي انت خلتيني اغير رايي .. أنا كنت جاية وناوية أقول نعم بس دلوقت انا هاقول لأ .. اترسم على وشها ذهول و قبل ما ترد حطيت السماعة تاني .. انا كنت ومازلت مع سرية التصويت  ومش هاقول انا كتبت ايه في الورقة .... أنا قلتلها كده بس عشان تحل عننا لاني مش فاهمة الصراحة ليه في ناس لسه مصرة ان مادام هما مقتنعين برأي يبقى لازم الناس كلها تقتنع به زيهم و وإلا يصابوا بخيبة امل شديدة إن لم يكن اكثر .. امال هي حرية وديموقراطية و رأي ورأي اخر ازاي ..


"التصويت سري يا حضرات" انا متبنية الموقف ده عشان نعرف حدودنا.
نتناقش و نسال ونعرف و نفكر ونقرر و يوم الانتخاب نحترم بعض  واختلافنا عن بعض  مانحاولش نأثر على بعض  .. لان في النهاية صوتي يخصني لوحدي وانت مالكش فيه و صوتك يخصك لوحدك و انا ماليش فيه كمان لا الشيخ ولا القسيس ولا السيد رئيس الحزب ليهم فيه 

المناقشة اي مناقشة  محتاجة طرفين عايزين يتناقشوا  ولو انا اخترت انى اتابع في صمت و اصوت في هدوء فدة من حقي و مش من حق اي حد انه يتهمنى انى ضد المناقشة البنائة او يزعل اوي ويبصلي باستغراب لما اقول انا مش عايزة اشترك في النقاش و عايزة اسمع و بس او يتهمنى اني بحجر على راية لما اعتذر واقوله اني مش عايزة اسمع ..لان في فرق بين اني امنع الناس من انها تسمعك وبين اني امارس حقي في اني ما اسمعكش

اخويا عايز يعرف انا قلت ايه وأختى بتقولى الفضول يقتلني و صاحبتي بتقولى انت غلسة .. وانا مصرة على موقفي اكتر مش بس عشان حقي القانوني في سرية صوتي .. و كل الى قلته فوق .. لا كمان دلوقت بعد الادلاء بالاصوات خلصت قصة نعم ولا ما عدش ليها لازمة .. انا دلوقت مع كلمة الاغلبية أيا كانت

ماما لن تذهب إلى الاستفتاء


الفصل الاول :  أمي اتقلبت 

"المحفظة اتنشلت في الميكروباص"
قعدت زعلانه شوية على الكروت والكارنيهات والفلوس والبطاقة والمشاوير المتلتلة الى هتلف فيها عشان تطلع بدل فاقد لكل ده و بعدين سكتت شوية و بصتلى وقالت و هي متغاظة سيبك من كل ده هاصوت في الاستفتا ازاي من غير البطاقة ده أنا كنت عايزة اقول لا .. اتحمقت انا بقى أزاي امي ما تصوتش في الاستفتا و تقول لا .. رغم ان انا ميالة قوي اقول نعم و غالبا هاقول نعم بس برده ازاي جبهة لا تفقد أحد مؤيديها بالطريقة دي احنا اصلا بالصلا على النبي 45 مليون مصري مؤهلين للتصويت ومدعوين للتصويت و لازم كل نفر وكل نفراية من الـ45 يروحو يصوتوا وإلا نبقى ما عملناش حاجة ده يا دوب نص التعداد يا جدع والنص التاني معظمة عيال ما كملتش 18 سنه و الباقي  شوية جيش و شوية شرطة و شوية سوابق .. امي لازم تصوت حتى لو هاتقول حاجة غير الى انا هاقولها أمال تبقى ديموقراطية وحرية وبتجان ازاي هه؟؟
 و بناء عليه : قومي يا ست الكل البسي و انا كمان هاقوم البس و انزل انا وانت سلانسية نروح نعمل محضر في القسم 

الفصل الثاني: ساستيقظ

وانا بلبس افتكرت الموقف المنيل الى اتعرضت له زميلة اختى في الشغل الخميس الى فات.. شنطتها اتسرقت بالى فيها كروت بقى وفلوس و بطاقة وتليفون و بلاوي الشنطة على بعضها يعنى راحت البنت قسم العمرانيه تعمل محضر الظابط اتريق عيها وقالها روحي شوفيلك شارع اكنسيه ولا رصيف تدهنيه  ومارضيش يعملها محضر إلا بطلوع الروح بعد ما جابوله واسطة و المحضر اتعمل على البطاقة بس ولا اداها صورة من المحضر ولا حتى رقم محضر والبنت دلوقت بتروح الشغل بالعافية ومكتئبة وانا واختى لساننا اتدلدل عشان تروح تشتكيه في الوزارة مافيش فايدة .. دماغي سخنت بقى وشمرت كمامي و عنيا برقت واستحلفت بيني وبين نفسي وحياة امي الغاليه الى عايزة تقول لا في الاستفتا لاكون شاكياكو في الوزارة ورئاسه مجلس الوزرا والمجلس العسكري وفضحاكو في كل حته يا قسم الهرم ان حد فيكوا سمعنى كلمة مش على هوايا ومش بعيد اصلا اتحول لكائن مستيقظ من بتوع كلايمور و تبقى ليلة فسفوري على دماغكو كلكم  (كلايمور ده كارتون ياباني كله وحوش و عافريت ومقاتلين  وحوارات كده مش وقتها دلوقت خالص).. المهم

الفصل الثالت: فوت علينا بعد بكرة

وصلنا القسم بسم الله ما شاء الله , الله اكبر .. عربيتين ترحيلات كبار عمالين ينزلوا اشكال غير أدمية بالمرة اليوما جنبهم حسين فهمي (اليوما دي الوحوش بتاعة الكارتون الى فات) امي كشت وكلبشت في دراعي وقالتلي استنى استنى لما يمشوا كلهم استنيت شويه عشان قلبها ما يقفش بس انا اصلا ولا هاممنى  ده اليوما بيموتوا في جلدهم من الكلايمور فما بالك بواحده فاضلها واحد في الميه و تستيقظ (راجع الكرتون ما توجعش قلبي) المهم سحبت امي ورايا و رحت داخلة على القسم الظابط الى واقف يستقبل الكائنات دي ويعدها سالني رايحه فين قلتله المحفظة اتسرقت و عايزين نعمل محضر اتسرقت ولا ضاعت ؟؟ طب ما تيجي يوم السبت الصبح اعملى محضر بضياع البطاقة .. السبت الاستفتا واجازة رسمي ..لا مش اجازة احنا شغالين تعالي السبت عشان تعرفي تصوري المحضر .. طب ما نعمل محضر دلوقت و ناخد رقمه وبعدين نبقى نصوره يوم السبت .. خلاص براحتك اتفضلي .. على ما خلصنا كانت الكائنات كلها دخلت خلاص و العساكر عاملين صف من بره القسم لجوة بيناولوا بعض ربط ورق ملفوف بورق تاني اصفر ..هات .. خد .. هات ..  وسع للناس تعدي يا ابني ده عسكري كبير بيقول لعسكري صغير .. توقفت حركة احدف القف احدف القف لحد ما عديت انا وماما ودخلنا على النباتشية

الفصل الرابع : تسليم وتسلم الاسطوانة

كيمية مواطنين ومحامين بعملوا محاضر والظباط والامنا مش ملاحقين عليهم كالعادة (و لا كان الناس دي قعدت في بيوتها شهر أصلا) اول ما واحد فضي هجمت عليه .. عايزين نعمل محضر عشان المحفظة اتسرقت .. طيب انزلي على ادارة المباحث اول يمين في اول شمال .. نزلنا  وعدينا جنب الكائنات إياها بتاعة الفصل السابق مش عارفه ليه حسيت انهم رغم المنظر غلابه و ما حيلتهومش غير المنظر ده .. المهم  طلع اول يمين بيودي على الزنازين فخدنا الي بعديه .. عايزين نعمل محضر .. العسكري سلمنا للامين والامين ما شاء الله دولاب ادمي جاوز الاربعين مرتاحا سمع منا نفس الاسطوانة وسابنا وراح على جماعة واقفين مع بعض مشينا وراه انا وامي لقيناه بيضرب تعظيم سلام لولد .. ايوه ولد .. كائن ورور صغنطوت كده لابس بلوفر مقلم بالعرض ذو الوان مبهجة  مش عايزة اقولك انو فكرني بـ أليك بتاع ساندي بيل (كارتون ياباني أخر) بس يعنى كان في شويه شبه .. الامين سلمنا للحاج أليك ذو الألوان الى سمع منا نفس الاسطوانه تاني و سأل ماما ان كانت تقدر تتعرف على الحرامية  ولما قالت له لا راح باعتنا على مكتب فاضي و قال للامين دولاب يعمل لنا محضر  .. اتلطعنا شويه في انتظار الامين دولاب لحد ما جه واحد تاني خالص و عملنا المحضر و خدنا طلع بينا للحاج أليك ذو الالوان الى شاور له على بره فخدنا على النوباتشية تاني سلمنا لولد ورور برده شبه مارك (شخصية في ساندي بيل برده) ومبتسم من الودن دي للودن دي ما تفهمش ليه  بس لابس العفريته الرسمي و معلق نجمتين . المحضر اتحط قدامه لحد ما ثبته في الدفتر ونده علي ماما و ملانا رقم المحضر و قالنا  تعالوا يوم الحد الصبح اعملوا محضر للبطاقة .. مش السبت يعنى .. لا السبت الاستفتا محدش هايبقى هنا

الفصل الخامس: جملة اعتراضية

واحنا ملطوعين في مكتب المباحث في انتظار الامين . اتنين عساكر صعايدة قاعدين تحت الشباك بيتكلموا على نعم ولا و اعلان صوت لا وخد خمسة معاك .. الاول : و منى ذكي والبرادعي .. الثاني: مين منى ذكي دي .. الاول : ممثلة ياعم  .. كنت فرحانة اوي الصراحة رغم  زهق الانتظار وملل الروتين وامي الى جابت أخرها  .. بس كنت مبسوطه اخر تلات أربع حاجات .. لما اتنين بالبساطة دي و مالهومش تصويت اصلا و برده قاعدين يتكلموا وياخدوا ويدو بمنتهى الجدية في الموضوع وانهى احسن نقول نعم ولا نقول لأ ..
اي حد هايقولى الشعب المصري كيت ولا الشعب المصر كات هاعوره وربنا  .. مش بس هاعوره هاستيقظ له (انت عارف انا بتكلم على ايه ما تخوتنيش)

الخاتمة :
  •  ماما ماعرفتش تطلع محضر فقد عشان الي بيعمله موظف بيمشى الساعة اتنين وياجز يوم الجمعه رغم ان حاجة زي دي لازم تبقى زي القسم 24 ساعة افرض من هنا ليوم الحد حد استغلها استغلال مش ولا بد .. ولا  في الظروف دي افرض حد استفتي مكان ماما و قال نعم و هي عايزة تقول لا .. لو كان الموظف موجود كنا عملنا محضر الفقد وطلعنا على السجل المدني و عملنا بطاقة جديدة مستعجلة و استلمناها يوم السبت و كانت ماما هاتلحق الاستفتا ..و عليه اطالب بشعار جديد للمرحلة القادمة .. الشعب يريد اسقاط الروتين
  •  انا كنت رايحة ومستحلفة .. لكن للامانه بغض النظر عن البطء والروتين الناس كانت مؤدبه ومحترمة خصوصا الظباط  والخلاصة قسم الهرم دحه قسم العمرانيه كخة 
  •  شباب الشرطة الورور الى شبه شخصيات الكارتون هم امل مصر في كاس العالم

حقيقة الوحش الذي نخشاه

كيان

انهم كتله حية متحركة تموج بكل تيارات الوطن من كل لون وجنس و دين وثقافة تتحرك بنفسها من تلقاء نفسها ليس لها قائد محدد , هذا ما قالة  - بتصرف - المراسل الصحفي منذ بضعة أيام وهو يحاول ان يشرح لزميله ما يحرك الجماهير و هذا أيضا ما يؤرق النظام من البداية فقد اعتاد ان يجد الرأس ليقطعها و يجعل منها عبرة ويستريح أما الان فاي رأس يقطع وكل الرئوس التي ظن انه قطعها ظهر غيرها واكثر  من كل فج عميق
هذه الكتله الحية النابضة كل فرد فيها راس وقائد قيد الاعداد والتشكيل وحين ياتي النصر باذن الله سيعود كل واحد منهم الطبيب للمستشفى و المهندس للموقع والعامل للمصنع  وبياع الخضار لسوق العبور لكن حين يعود كل منهم لن يكون فردا عاديا  بين اقرانه  سيكون وسط عائلته و جيرانه و اصدقائه  سوبر فرد  سيكون مثلا يحتذي وقائدا يبث روح الاخوة والتعاون والنظام والتواضع والكرامة والعزة التي تشربها رجال التحرير من بعضهم البعض ... هؤلاء حين يعودون لمواقعهم منصورين سيكونون سلاحا ماضيا ضد كل بؤر الفساد والمنتفعين التى سيتركها النظام ورائه و كل في موقعه وميدان تخصصه سيكون صمام الامان ضد كل ما يهدد المكاسب التى ستتحقق باذن الله

في غيبة العفريت الأسود

حين فرض حظر التجوال لاول مرة مساء الجمعة اضطر اخى للمبيت في مقر عملة لتاخر الوقت عاد صباح السبت في الثامنه وغادر البيت بعها بساعتين ليلحق بالمتظاهرين رغم اعتراضات أمي بالطبع , حين حل المساء كان التلفزيون لا يتوقف عن إذاعة استغاثات المواطنين و يعرض رقم للاتصال بالجيش لكن الرقم لا يعمل  وحين سمعنا ضرب الاعيرة النارية على أول الشارع اتصلت به أختى باكية طالبه منه أن يعود وان اللصوص كانوا سيدخلون الشارع لولا تصدي الجيران ..  وبينما يعود اخي ماشيا من التحرير لانعدام المواصلات  جائت الاخبار من الجيران ان اهالى الشارع المجاور امسكوا بهم  كانو سته ثلاثه منهم  يحملون كارنيهات شرطة و في التلفزيون جائت اخبار مشابهه مع نداء بالتبرع بالدم للمصابين تحت اصرار امي بقى اخي في البيت يوم الاحد بينما نزلت انا واختى وصديقتي واختها وذهبنا للقصر العيني من اجل التبرع بالدم
كانت الشوارع بلا شرطي واحد من اي نوع وعند المفارق والاشارات وقف مواطنون عاديون ينظمون حركة المرور بينما ترابض مدرعات ودبابات الجيش في الشارع  والناس تمر من جانبهم تحيهم و البعض يصورهم و هو ما فعلته انا وصديقتى في انبهار طفولي لا مثيل له بينما لا اتوقف عن الهمهمة طوال الطريق ذهابا وإيابا "سواعد من بلادي , تحقق المستحيلا " كانت تسيطر على نشوة غير طبيعية و احساس غامر بالأمان والطمائنينه لم اشعر طوال سنى عمري الثلاثين بهذا الأمان كان نزول الشارع  قبل ذلك اليوم يعنى لى قرفا وهما وتلاطما و وجع قلب كان النزول الى الشارع يستدعى داخلى استنفارا عاما و تحفزا دائما للدفاع ضد اى من تسول له نفسه تسول له ماذا لا يهم المهم ان اكون مستعدة.
طوال الطريق من والي كنت اشعر اننى اتحرك في بيتي بلا استنفار بلا استعداد بلا متاريس وحواجز ولا تحفز من اي نوع .. لم اكن مغلقة مصمته امام العالم  بل كانت كل ابوابي ونوافذي مفتوحة على مصراعيها تستقبل العالم كله تعانقة بمحبه .
كيف و باي منطق يشعر المرء بالاستنفار والتحفز في وجود رجل الشرطة و حين يغيب يشعر بالامان و السكينه؟؟
الجواب الوحيد لدي هو انه تحول منذ زمن من رجل شرطة إلى رجل سلطة فلم يكن وجوده من اجلي بل من اجل غيري لم تكن قوته لي بل على لم يكن وجوده يحميني بل كان على ان احمي نفسي من وجوده
تغير وزير الداخلية لا تكفي فما يجب أن يتغير حقا هو الفكر الامني الشرطي في مصر حتى يعود الشرطي حاميا للشعب لا للنظام , محاسبه وزير الداخلية فقط لا تكفي بل يجب محاسبة كل من شاركة في تنفيذ جرائمة وكل عناصر الشرطة التي انسحبت من الشارع  و اخذت من الليل ستارا بعد أن خلعت الزي الرسمي لتعود للشارع من جديد كاشفة عن حقيقتها المخزية بلا مواربه

اللئيم إذا وعد

كنا قبل المظاهرات على اختلاف طوائفنا و ثقافتنا نلعن مبارك والنظام , كنا مجتمعين على عدم الثقة فيه وفي حكومته و كان من ياتي ليقول : "مبارك رجل محترم لكن حوله بطانه فاسدة" لا يسلم من السنتنا و نقدنا اللازع كان الرد الدائم عليه وعلى من مثله وكيف لرجل محترم ان يقرب بطانه فاسدة الرجل اما فاسد وهذه مصيبه اوغافل وهذه مصيبه اكبر .
فكيف الان وقد قامت البلد لعزل رجلا فاسدا غافلا ننقسم على انفسنا و نجد بعضنا يقول لنعطه فرصة كيف تعطى لفاسد غافل فرصة ماذا قدم طوال ثلاثون عاما ليستحقها؟؟ كم وعدا قطعه ووفى به ؟ كم خطه وضع والتزم بها باستثناء خطط النهب المنظم لهذا الوطن
الآن يخرج علينا و يقول سأتنحى بعد ان تنتهى فترت ولايتى - التى كسبها بالزور والبطلان - وساموت على ارض هذا البلد الذي شاركت في تحريرة من الاسرائيلين - ليحتله هو - فترق قلوب البعض ويقولون اعطوا الرجل فرصة دعوه يحتفظ بماء وجهه
ولكن في ظهيرة اليوم التالي يدخل الهجانه والخيالة بالعصي والسياط يتبعهم بلطجية ماجورين يحملون الاسلحة والقنابل في وسط الجموع المسالمة للمتظاهرين .لو ان هذا حقا رجل قرر الرحيل ببعض الكرامة و حسن الختام لكان ترك المتظاهرين لحالهم واثبت عمليا انه حقا جاد هذه المرة ساعتها كان المتظاهرون سينفضون من تلقاء أنفسهم  لو كان خرج على الناس وبذات النبرة العاطفية اعتذر عما فعله في حق الشعب , لكنه كما ابقى على نفس الحكومة بعد ان وعد بتغيرها فلم يفعل سوى تغير راسها وبضع اسماء فيها ها هو يعد بالامتناع عن الترشح و الابتعاد عن السلطه ثم يمارس كل ما تتيحه السلطة من جبروت وقهر و بمنتهى الخبث هذه ليست تصرفات رجل قرر الرحيل ببعض ماء الوجه هذه تصرفات شخص قرر البقاء مهما كان الثمن.
في خضم كل هذا يخرج على أصدقاء وجيران واقارب يقولون لو تراجع عن كلامة فليعد المتظاهرون للميدان و كأن الامر بهذه البساطة لو عاد المتظاهرون اليوم سخرج كل افاعي النظام تسعى في طلبهم حتى تملاء بهم السجون إن لم تغتالهم من فورها  ستمتلى البلاد جورا على جور وظلما على ظلم لان الرجل اهتز عرشه كما لم يهتز من قبل النظام كله ببساطة اتعلم عليه تعليمة وش وتعليمة الوش كما تعلمون مافيهاش معلش فيها انتقام ..
حين يحدث هذا ونفقد رجالنا الشجعان لن يبقى سوى الخائفون المتحصنون في بيوتهم و حين ياتى الميعاد و يلحس مبارك وعوده  هل سينزل احد هؤلاء الى الميدان ليشعل الفتيل من جديد ؟؟ رجال مصر كلها اليوم في ميدان التحرير و كل ميادين مصر بطولها وعرضها  و لو تركنا هؤلاء الرجال يموتون اليوم فلين يكون في مصر رجالا بعد اليوم بل حريما بطرح

أنا من البلد دي

في أول ليالي حظر التجول سهرت حتى الصباح اتابع التغطيه الاخباريه العالمية كانت السي إن إن على حافه الجنون أو هذا ما بدا لي فكل الاخبار عن مصر او تدخل فيها مصر بشكل او اخر في الاقتصاد البورصه تتراجع في امريكا واوربا بسبب مصر اسعار البترول ترتفع بسبب مصر , خلال اليالي التالية تكرر الامر مع تغطيه اوسع قناه السويس توصل التجارة من اسيا لاوربا في مصر هناك خط بترول يمر من البحر الاحمر للأسكندريه لنقل الوقود لاوربا و امريكا , افرض الخط اتعطل , افرض القناه وقفت , نرجع نلفف من راس الرجاء الصالح؟؟ تقارير و محللين وناس رايحة وناس جايه مراسلين ومذيعين وضيوف اشكال والوان  , البيت الابيض يتكلم , هلاري بتتكلم و في الاخر اوباما بيتكلم ,  الدنيا قايمه على طراطيف صوابعها خايفه على استقرار مصر عشان استقرار مصر يعنى استقرارهم هما كمان..
طيب أنا من البلد دي وعمري ماحسيت بالاهميه دي ليه ؟؟ لأن نظام كداب منافق فاسد حرامي  مستبد كان طابق على مراوحي و مفهمنى انى ولا حاجة ماليش قيمة ماليش دية ولانه خلانا مضحكة الدنيا وشرابه خرج بين الدول احساسي الشخصي بالعدمية انعكس على بلدي كان احساسي انها كمان معدومة من الوجود مالهاش قيمة مالهاش دية و مالهاش صاحب و لو ليها صاحب مش انا ولا الى زيي ..
لكن لا انا من البلد دي البلد الى لو عطست العالم كله يقف على رجل و لو صابتها الحمى العالم يتشل .. انا من البلد الى قامت على قلب رجل واحد بمطلب واحد ومش هاتتنازل لحد ما تحققه انا من البلد الى اجبرت امريكا تعترف على نفسها في اعلامها الموجه لمواطنيها احنا كنا حمير بديل لما صدقنا مبارك و سبناه يضحك علي دقننا  ويقول ان مصدر القلق الوحيد هو الاخوان والسلفيين و ان مع مبارك انت مطمن .. انا من البلد الى خلت الدنيا مش ملاحقة علينا مراسلين عايزين يفهموا كل ده كان فين جايبينه منين كنا مخبينه في انهى حته .. انا من البلد دي و مش هاسمح لاى حد لا مبارك ولا أجعص منه يسلبني الأحساس ده ابدا

يوتبيا التحرير

بعد انسحاب الامن و احساس الناس بالانتصار على الغول الذي روعهم طوال أيام تحولت تعليقات المراسلين إلى حالة الميدان حالة المتظاهرين , ما يفعله الناس , كيف منع المتظاهرين سرقة المتحف بالقبض على اللصوص , كيف كونوا حصار بشري حول المتحف لحماية تراثهم الثقافي , كيف كونوا جماعات شعبية لحماية بيوتهم وممتلكاتهم بل كيف قبضوا على اللصوص و المساجين الهاربين فيما بعد, كيف أسعدهم دخول الجيش باعتبار انه سيحميهم .
بدأ المراسلون يلاحظون امرا غير مفهوم في وسط كل هذا الناس لديها طاقة لتنظيف الشارع من القمامة؟؟ كلما سال المراسل أحدهم لماذا يقول لانى اريد ان ارى بلدي جميلة اخى كان واحدا منهم ساله مراسل ياباني محاولا فهم من القائد الذي وجههم لهذا ؟ كيف يقوم الجميع بذات العمل بلا قائد يوجههم إليه اخى رد بان الامر اشبه بخليه النحل كل نحلة تعرف من نفسها ما عليها فعله .. الثورة كلها كانت على ذات الحال الناس كلها على قلب رجل واحد رجل ليس له وجه ولا وجود رجل هو مجرد قلب نابض كبير يجمعهم
لكن قصة النظافة رغم ما يبدو عليها من بساطه اعمق بكثير مما نتصور فقذارة الشوارع في مصر كانت قد صارت امرا مفروغا منه وكانت الناس في الداخل والخارج  تتعجب كيف يحافظ المصريون على نظافة بيوتهم و نظافتهم الشخصية بهذا الحماس والاخلاص  و لا يبالون بالشارع رغم انه الواجهه التي تمثلهم في عيون الغرباء كانت الحكومة ترفع لافتات في كل الميادين لتحث المواطنين على النظافة كتب عليها النظافة من الايمان و النظافة مظهر حضاري لكن بلا جدوى .. الان في هذه المعمعه يجد الناس وقتا و حماسا واخلاصا لنظافة الشارع ؟؟ ماذا حدث ؟؟
الاجابه بسيطة الثورة حدثت ..
قبل الان كان شارع هو المكان الذي تخرج إليه من بيتك الامن النظيف المريح لتهان وتمتهن و تنتهك حقوقك إن لم يكن من قبل النطام فمن قبل احد المنتفعين منه  أو من قبل شخصا تعرض لهذا قبلك ويرغب في التنفيث عن غضبه ولا يملك من الشجاعة ما يجعله يوجه هذا الغضب إلى من يستحق اما الان فقد صار المكان الذي تقصدة لتستعيد حريتك و كرامتك و حقوقك .. وفي ميدان التحرير انتقلت ملكيه الشارع من حكومة إلي المصري صار الشارع - الذي شهد حربه وانتصارة واستعادته لكرامته - يخصه الشارع بيته , ارض الكفاح والراحة معا لهذا كان على الشارع أن ينطق بما تنطق به النفوس واول ما تنطق به النفوس هو النظافة نظافة اليد و القلب والنفس والنيه, في ميدان شهد قبل سنوات تحرشا جماعيا في ظل الامن المزيف الذي كان سائدا من قبل, افترشت اليوم الفتيات والسيدات وعائلات بكامل افرادها الارض والتحفت السماء فلم يشكوا احد من سرقة ولا فتاه من متحرش بل وحتى مجرد نظره خارجة .. لم يعد الشارع مسرحا للمهانة والذل والقلق والخوف لم يعد عدوا, بل صار صديقا وحليفا و شاهدا و نظافته اقل ما له من حقوق

إدراك متأخر

عبارة كتبها صديق في صفحته على الفيس بوك .. اصابتني في الصميم ونكأت جرحا كاد ان يتلئم .. لا عن حسد ولكن عن غبطة أقول : كان حريا بي أن أقولها فمن أدرى بها سواي ... ورغم أدراكي أنه يشير ببلاغة لكل لبيب عن شأن عام تفجر اليوم .. إلا اننى اراها عنى بشكل شديد الخصوصية إنها الطيف الذي راوغني بالأمس لاختم به المراوغة دون جدوى
رغما عنى أتذكر صديقا أخر كان يندهش إلى حد الذهول حين اعلق في بساطة عن قصيدة كتبها ثم يملاء الدنيا صياحا  كيف ليس هناك من يفهم تلافيف دماغه مثلي وانني كمن يجلس داخل راسه متابعا ولادة الافكار و نموها ومسارتها ... لطالما اعتبرته مبالغا .. ولكن , أكان شعوره وقتها كشعوري الأن؟؟؟؟؟

حكمة اليوم , وربما كل يوم

يجب ان يمسك الضر لكي تشعر حقاً بكل ما تتغنى به طيلة حياتك ؛ لا تتقي الضر .. اذهب مباشرة تجاهه ؛ وحينها لن تكون حياتك قصةً وهميةً تحدث فقط في رأسك وتتراخى عند اطرافك ولسانك .. ستكون حياتك حقيقية ً تماما مثل احلام رأسك
إبراهيم خليل

مراوغة

حلم يراودني منذ فترة , ادور حوله ويدور حولي , حين اقترب ارتعبت وحين صار حتميا ان اقدم على الخطوة التي ستجعله حقيقيا ترددت , رجفة سرت في أوصالي تحذرني من  قائمة الاخافاقات وخيبات الامل التى امتلأت حتى لم يعد فيها مكان للمزيد , لكن ما كان باليد حيلة لو استسلمت لذهب و أنضم الى قائمة الفرص الفائتة و الماذا لو والتي بدورها لم يعد فيها موطيء لقدم ..
ما بين قوائم حياتي اتحرك كالبهلوان بخطوات حلزونية على اطراف أصابعي و بينما اوازن حملا على رأسي وأخر على كتفي  أمد كلتا يداي للأمام احاول اللحاق باخر عربات القطار و يمنعنى الوقار - لعن الله الوقار - أن اصيح باعلى صوت  "تمهل , انتظر" 

عد تنازلي

بين الفينه والاخري تًميل راسي الذكرى القريبة فأبتسم.
منذ فجر اليوم وخلال ظهره وعصره كنت انتظر احداثا مؤلمة بكاء وعذاب و خاتمة ماساوية جاء البكاء والعذاب , لكن على عكس ما توقعت لاحت خاتمة سعيدة, لاحت في هدوء وثبات بلا افتعال رغم اني اظن انها جائت نتيجة خضوع للضغوط .. رغم حبي للخواتيم الحزينه أجدني هذه المرة كارهه لها  , بعض الحكايات تعصف بك تضربك في مقتل و تتركك فاغر الفاه مجمد الأطراف , هذه الحكايات خطرة , لاأعود لها إلا نادرا وغالبا لا اعود  أبدا , وهناك حكايات تطوف بك في جهات الأرض الأربع , تعلو بك وتهبط بين رعد وبرق وأمطار لكنها في النهاية تصفو في بهاء , هذه حكايات أحبها, أتعلق بها بجنون و اعود إليها دائما
بين الفينة والاخرى تلوح البشائر أمامي ويضربني نور الصباح مداعبا فأبتسم في رضى

ترحل الزهوة ويبقى الحنين

ها هي حكاية اخري تلملم اطرافها استعدادا للرحيل , تلملم أيضا بقايا الاضواء والألوان , و تسحب دفقات الدفء ونفحات العطر
وها أنا ككل مرة يحرقني الفراق قبل الرحيل قبل الوداع, فاسواء من الفراق انتظاره , و أسواء من الرحيل مراقبة الراحل يستعد, يرتب حاجياتة, يضع معطفة و ينتظر صافرة القطار 
ها هي حكاية اخرى تمضي دون أن تلمنى ضمن ما تلم او تسحبني فيما تسحب , دون أن ترتبني بنظام في أحد الحقائب أو تضعني بعناية في احد السلال ربما لاني لم اعد طفلة ولم تعد الحقائب تسعنى ولا السلال تضمني ولم يعد أحد قادرا على حملي أو مباليا بضمي
حين تاتي صافرة القطار اخيرا, تلتفت الحكاية , تبتسم, تلوح بكفها و قبل أن تمضي ترجع الصدى لأخر ما قيل ..  لكنها لا ترحل حقا ما يرحل حقا هو  لحظات الترقب والتوقع و الدهشة  . تبقى الحكاية بعد رحيل زهوتها فنعود سويا  نمشي كصديقتين قديمتين نتبادل الذكريات و نبتسم يملائنا الحنين, و قبل أن انام  ارتبها بنظام في رف مكتبتي او اضعها بعناية في ملف اصفر صغير يحمل اسمها


هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..