عودة خضراء

وضعت حقائيي على عتبة الباب و أخذت أبحث عن المفتاح في حقيبتي , أسمع صوته يتخبط مراواغا اياي لكني في النهاية أمسكته .

الهواء الراكد والغبار المتسرب من هنا وهناك اجتمعا لأصابتي بالدوار ربما لمعاقبتي على طول الغياب أو رفضا منهما لرائحة القهوة التي سكنت ملابسي طوال عامين ,أسرعت أفتح النوافذ والشرفات و أخذت أزيل الغبار من فوق هذا واصقل ذاك أستغرقني الأمر يومين لكنى في النهاية أتممته . فتحت حقائبي و اعدت ترتيب حاجياتي ووجدت مكانا لبعض ذكريانت العامين الماضيين فوق أحد الأرفف .


و قفت أتأمل البيت بعد أن صار حيا عطرا من جديد شعور بالسعادة يغمرني ينغصه شعور أخر بان هناك شيء ناقص .. درت هنا وهناك أدقق يمينا ويسارا حتى تذكرت .. العصفور .. عصفوري الذي كنت أداعبة وانا اطل من نافذتي المطلة على الميدان لقد أطلقته قبل رحيلي وتخلصت من القفص .. عله سليما مغردا في عشه الأن


و ضعت حذائي المريح و ذهبت أتسكع في الميدان .. المكتبة و محل العصير و البقال توقفت عندة لابتاع لوازم العشاء ثم عدت للبيت عند مدخل البناية سمعت مواء حاد بحثت حتى وجدت قطيطه صغيرة تبحث عن أمها فبحثت أنا الاخري عن أمها و حين اعياني البحث والجوع حملت القطيطة و صعدت .


بعد ان تعشينا أنا بالجبن والزيتون وهي باللبن الدافيء شاهدنا فيلم السهرة ثم ودعت ضيفتي فمن المؤكد ان أمها تبحث عنها الان لكنها ما لبثت أن ماءت من جديد و خمشت بابي بأظافرها .. حسنا فقط حتى تظهر أمك مطالبة بك .. مسحت رأسها الصغير في إصبعي و مائت في خفوت ... شيء ما يحدثني أن أحدا لن يأتي للبحث عنها

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..