ترحل الزهوة ويبقى الحنين
ها هي حكاية اخري تلملم اطرافها استعدادا للرحيل , تلملم أيضا بقايا الاضواء والألوان , و تسحب دفقات الدفء ونفحات العطروها أنا ككل مرة يحرقني الفراق قبل الرحيل قبل الوداع, فاسواء من الفراق انتظاره , و أسواء من الرحيل مراقبة الراحل يستعد, يرتب حاجياتة, يضع معطفة و ينتظر صافرة القطار
ها هي حكاية اخرى تمضي دون أن تلمنى ضمن ما تلم او تسحبني فيما تسحب , دون أن ترتبني بنظام في أحد الحقائب أو تضعني بعناية في احد السلال ربما لاني لم اعد طفلة ولم تعد الحقائب تسعنى ولا السلال تضمني ولم يعد أحد قادرا على حملي أو مباليا بضمي
حين تاتي صافرة القطار اخيرا, تلتفت الحكاية , تبتسم, تلوح بكفها و قبل أن تمضي ترجع الصدى لأخر ما قيل .. لكنها لا ترحل حقا ما يرحل هو لحظات الترقب والتوقع و الدهشة . تبقى الحكاية بعد رحيل زهوتها فنعود سويا نمشي كصديقتين قديمتين نتبادل الذكريات و نبتسم يملائنا الحنين, و قبل أن انام ارتبها بنظام في رف مكتبتي او اضعها بعناية في ملف اصفر صغير يحمل اسمها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق