امسية الظل

و ضعت الكتاب جانبا , خلعت نظارتي ووضعتها فوقه. أطفئت النور. تقلبت جهة اليمن وجهة اليسار. نفخت في ضيق واستلقيت على ظهري فلمحتهما, كانا مدبرين لا مقبلين. بعد قليل سحبت الوساده الصغيرة ووضعتها على رأسي.

افقت. كان حلقي جافا و العرق يغمرني. متى نمت؟. حاولت تذكر ما جال برأسي بعد ان ضغطت الوسادة لتسحق عيناي وجبهتى ولكننى كالعاده فشلت, يبدوا ان الرأس كانت تنظر لأسفل هذه الليلة أيضا. نهضت. ترنحت في طريقى للحمام , ثم اتزنت في طريقى للمطبخ . جرعت الكثير من الماء المثلج. شعرت بامتلاء بطني و لكن ظل حلقي جافا. تباً.

في طفولتي كانت حيوانات واشجار واشكلا غامضة ترتسم على الحائط فوق مكتبي بعد اطفاء النور. كنت اسعد حين تاتيني زرافة أو حصان وحيد القرن. أحيانا كان يرتسم مشهد ما, امراه تنحنى تلتقط شيء, ولد يركل كرة, فتاه تحمل سله , او ترقص الباليه. لطالما حاصرتني الصور في طفولتي ولطالما لعبنا سويا. نفس اللعبه, لكنى لم املها أبدا. اخمن ماذا يفعلون واسال نفسي هل قابلوا صور الامس؟

لم أفهم ابدا لماذا توقفت الظلال اللطيفة عن زيارتي هل اغضبتها ام اننى في لحظة ما تجاهلتها فرحلت . لم استطع ان احدد بدقة متى رحلت و لا متى جاء ذلك الظل الابدي في سقف حجرتي لم ادعه و حين تجاهلته بقى .

أعرف. لم اعد طفلة تسليها الالعاب و تؤلف الحكايات لتصدقها. لم اكن يوما متفوقه في قوانين الفزياء لم افهم من درس البصريات سوي ان للضوء الاعيبه حين تتغير زوايا انعكاسه او يقابل اجساما لا يستطيع العبور خلالها.
هذا الظل لشيء صغير ارتطمت به الاضواء بزاويه ما فلم يسمح لبعضها بالمرورفرسم ما مر منها حدوده الخارجيه. هذا الشيء موضوع هنا او هناك لاتخلص من الظل على ان اجده واتخلص منه و سيذهب اخذا ظله معه لكني قلبت غرفتي مرارا و كلما شككت في شيء غيرت مكانه لكن الظل لم يتغير  احيانا كنت اجده قد تمدد و تضخم ولم يعد باقيا سوي ان ينساب على الجدران كانما بتحريكي الاشياء فككت بعض قيوده. لم اعد طفلة لكن الفكرة ارعبتنى فاعدت كل شيء الى مكانه بدقة.

لم اعد طفلة لكن ماذا لو ان الظل هو استغاثه تبعثها الاضواء التى مرت نيابة عن الاضواء التى لم تمر بل ماذا لو انه تجسد لغضب الاضواء التى لم تمر لانها تعطلت عن مهمتها المقدسه. ألهذا يعاقبني؟ .. لكن .. لم تكن اضواء طفولتى تعاقبني حين يعترضها المعتمون  كانت تهديني ظلالا جميلة .. ثم .. لقد حاولت بالفعل ان اساعدها على المرور.. ماذا فعلت ؟؟ كيف اغضبتها؟

لم اعد طفلة وربما هذا هو السبب .

قرارات ديكتاتورية

رقم واحد : انهاء كل ملفات الكتابة المفتوحة (قصص) خلال هذه السنة
رقم اتنين: نشر كل المفات المنتهيه هنا للحفاظ عليها من لحظات الجنون المؤدية للحذف
رقم تلاته : بالراحة على روحي و طظ في الى يزعلنى (بجد المرة دي مش مجرد شعار) فقد بلغ السيل الزبي اه والنعمه


عام جديد


في كل عام ياتى نمسي على اخر يوم في السنة و نصبح في اول يوم السنة وكل مرة لم يكن الامر يعنى لي اكثر من يوم انتهى واخر يبدا وبعض اللخفنة في كتابة الرقم الجديد في خانة التاريخ .. كنت استغرب كثيرا الناس التى تتمنى لبعضها عاما مختلفا او تعلن انها ستبدا صفحة جديدة في حياتها كنت ارى كل هذا مبالغا فيه بدرجة كبيرة نحن لسنا بحاجة لانتظار حلول نهاية العام لنتخذ قرارات ونفتح صفحات و و ... اليوم اجدني متشوقه لبدء العام الجديد الحقيقة لا أطيق صبرا .. بكل ما مر في عامي من تقلبات و لحظات قوة وضعف اجدني اقف افرك كفي طلبا للدفء و انتظر انطفاء شمعة هذا العام على احر من الجمر و لما كانت قراراتى المصيرية الجديدة جائت متزامنة مع بداية العام فانا لم اعد اراها امرا مبالغا فيه ابدا 
كل عام وانا وانتم ومن احب ومن تحبون بخير 

انتى جاية اشتغلى ايه !!

في امتحان الشفوي بتاع الكورس المدرسة سالتنى انت متجوزة قلت لها لا سألتني لما تتجوزي عايزة بيتك يكون عامل ازاي رديت عليها عايزة بيت صغير و ختمت الجملة بصيت لها وبصت لي كنت مستنية السؤال الى بعدة وهي مستنية اقول اكترانا ماكانش عندي اكتر فقلت لها البيوت الواسعة برد و بتحسس الواحد بالوحدة .  بعد ما خرجت فكرت ايه الى انا قلته دة ؟ الست عايزانى اكون جملة مليانة صفات باستخدام قواعد النحو الجديدة الى درسناها كان المفروض اقول كلام زي عايزة بيت كبير دورين بجنينة و حمام سباحة و نافورة لكن بيت صغير وبس!! ده اسمة استسهال!! و بعدين ازود ان البيوت الكبيرة ساقعة و فاضية في جملتين منفصلتين بدل ما احط الاتنين في جملة واحدة لا عجب ان درجة الشفوي كانت زي الزفت .. في المقالة كتبت جملة مالهاش معنى باستخدام قاعدة نحوية برة المنهج وكنت فاهماها غلط كانت النتيجة انى بدل ما اقول "رغم حبي للاطفال لا اريد انجاب اطفال لاني لا اري مستقبل جيد ينتظرهم " قلت "رغم حبي للاطفال لن (خطاء إملائي ) لان لا احد يجبرني على رؤية مستقبل لهم " .. لا عجب مرة اخرى ان محاولتي للتنطيط بكلمتين ذاكرتهم برة المقرر باك فايرد على دماغي بالاضافة لعدد لا باس به من الاخطاء النحوية والاملائية الاخري شخرمت لي المقال فجبت درجة  زفت في المقال ...

انا ايه الى بيخليني اقول كلام ما يخصش حد غيري في الامتحانات !!!  ليه ما بلتزمش بالقرر واكون جمل منمقة نحويا بغض النظر عن واقعيتها !!! ... الامتحانات ليست مدونتي او صفحتى على الفيس !!! 

امس زرت صديقتى ضعيت وقتها الثمين في ليلة الامتحان حتى تذاكر لى و اليوم نمت و لم اصحو في الميعاد  ففوت الامتحان !! حين صحوت اخيرا اغلقت هاتفى و الفيس بوك و انقطعت عن العالم بما في ذلك هي ليس لدي ما اقوله انا لا اطيقنى حاليا فكيف بالاخرين مهما كانوا غاليين ؟ 
المرات القليلة التى اغلقت فيها حساب الفيس والهاتف وانقطعت عن الاخرين تماما كنت دوما اشعر براحة و ان ضغطا هائلا انزاح من فوقى فتكثر خطط العزلة و الحياة بعيدا عن الاخرين للحفاظ على تلك الحالة اطول فترة ممكنة المشكلة انه علاج مؤقت يجب ان اعود للتعامل مع العالم و يجب ان ان أشعر بالراحة وانا جزء منه و ليس وانا بعيدة عنه !!!!

السادة السكان

عارف الواد اللعبي الى ما يحبش المذاكرو ويعز العب والفرجة على التلفزين و تضيع الوقت في ولا حاجة  الواد الى على طول يا في البلاي ستيشن يا في الاركيد ولا السيبر ؟ اهو الواد ده اسمه بعزق صاحب بعزق الانتيم واد غلبان ماشي جنب الحيط عارف مصلحته بس مش عارف يحققها صحبيته مع بعزق مضيعاه طول الوقت عنده امال كبيرة وخطط منقة و دقيقة لتنفيذها ما بيصدق بعزق يتورب عنه عشان يبدا في تنفيذها لكن هوب من حث لا  يدري بعزق يرجع ينط له تانى و يشتته تماما اهو العبيط الى ماشي ورا بعزق ده اسمه حلمبوحة .. بهانة بقى تلاقيها قاعدة طول الوقت في بلكونة بيتهم تتفرج على الناس و العربيات و البياعين و هما رايحين جايين لا تزهق اوي اوي و تقرر تخوض المغامرة و تنزل من بيتهم تروح تقعد في الكافية الشيك الى هناك ده تقعد لوحدها في ترابيزة جنب الشباك عشان تتفرج من وراها على الشارع  و تطلب واحد شاي عشان دي ارخص حاجة في المنيو و لما يجي تشربه براحتها اوى و بعدين تحاسب وتطلع جري على بيتها بهانة مخها مليان حواديت بتشوف الحواديت في كل حاجة بتقرا حواديت في الكتب في المجلات في الاخبار حتى في استاتيوهات اصحابها لى الفيس بوك كل حاجة في الدنيا لو اتربطت صح بحاجة تانية ممكن تعمل حدوته و بهانة بتحب الحواديت طول عمرها بتألف واديت و تعيش دور البطولة فيها ولما تزهق تعمل لنفسها حدوته جديدة لكن هاتموت و تعيش حدوته تقابل فيها ولد يحبها و يعمل المستحيل عشان يلفت نظرها و في الاخر تاخد بالها منه و تحبه هي كمان و يعيشوا سوا في تبات ونبات السبب الرئيسي لنزولها من بيتهم للكافيه هو انها تدي فرصة للحدوته دي تتحقق لكن ماحدش بيقعد في الكافية غيرها .. ملواني بقى هو الى بيصرف عليهم شقيان و كحيان و ضاربه السلك من  كل حته مصاريف العيال قاسمه وسطة لكن هايعمل ايه قسمته ونصيبه حمار شغل و راضي بقليله ساذج و عبيط كباقي السكان لكن قوي و دماغه ناشفه ومابيسبش حقه هادي معظم الوقت بس لما بيتنرفز بيتصرف برخامة وغشومية

دول السكان بعزق , و بهانة , و ملواني , و حلمبوحة 

زمهرير

كالعادة رجعت من الشغل لقيت البيت فاضي , شغلى جنب البيت لحد الساعة 2 ونص 3 بدخل اقول سلاموا عليكوا للحيطان والهوا و لمبة الصالة الى سبتها قبل ما امشي الصبح و للملايكة لو كانت الملايكة لسه بتخش بيتنا .. في شغلى البعيد الى كنت برجع منه 6 سبعه و احيانا تمانيه تسعة كنت بردو برجع الاقي البيت فاضي بس الوقت الى كنت بقضية لوحدي مع نفسي كان اقل . من ساعة وفاة امي لما بدخل البيت اول حاجة اعملها اولع نجفة الصالة و اشغل التلفزيون و اسيبه واروح اشوف  عايزة اعمل ايه بسيبه شغال حتى لو قاعدة في اوضتي قدام الكمبيوتر بشتغل ولا بسمع اغاني ولا بشوف مسلسل مش اهمال لكن ونس حس معايا في البيت الكبير الفاضي الى عايشه فيه

من فتره كنا بنعمل تمرين محادثة في الكورس و كان معانا لسته اسئلة نسألها لبعض زميلي سالنى عايزة تعيشي في بيت عامل ازاي رديت عايزة بيت صغير اوي مساعد المدرس الى كان بيشرف على مجموعتنا ضحك و سال و هو مندهش اوي ليه ده احنا  في بلدنا البيوت ضيقه اوي و الناس كلها بتحلم تعيش في بيت واسع ابتسمت و ماردتش ما بقتش لاقية سبب مقنع اقوله غير السبب الحقيقي فضل باصص لي في فضول منتظر اجابة لحد ما زميل تانى اتطوع وقال عشان شغل البيت هايبقى اقل ضحكت وقلت له اه شغل البيت هايبقى اقل ماكنتش عارفه اقول له ازاي بلغتى الكسيحة ان البيوت الواسعة باردة و ميته و البنى ادم فيها بيبقى وحيد لدرجه بغيضة غير طبعا ان دي مش اجابة تتقال في موقف زي ده و لشخص زي ده !

اول امبارح صاحبتى الى لسه راجعة من عملية صاحبتها الى بتروح معاها كل مرة كان عندها مشوار عرضت عليها اوصلها و رفضت اصريت و اصرت وفي الاخر قلت لها بهزار على فكرة لو وافقت هاتكسبي في ثواب انا مش عايزة اروح بيتنا ضحكت وشكرتني و اصرت تروح لوحدها مشيت مجبره في طريقى المعتاد مع صحبة الطريق المعتاد ببفكر في طرق للفرار و تضيع الوقت
دلوقت لسه قاعدة بلبس الشغل و مصرة بعد ما افش خلقى في الكلمتين دول اخد بعضي وانزل اصور ورق و اشتري طلبات و الف السبع لفات و ارجع و غالبا هارجع بعد كل ده و ما الاقيش حد في البيت بس هارجع مهدودة و انام فورا.

للحق انا واخواتى عمرنا ما كنا قريبين من بعض و طول عمرنا عايشين في بيتنا زي الى عايشين في جزر مستقلة ولما بيكونوا موجودين كل واحد في اوضته وفي حاله لكن بردو في حس  في حد تخرج الصالة عشان تشرب تلاقية بيتفرج على فيلم كله دوشه تساله ايه ده فيقول لك مش عارف لسه باديء فتقوم قاعد تتفرج معاه او تسيبه و تخش تنام وتقول له وطي الصوت على قدك و تفضل بردو سامع طراطيش صوت جايلك من الصالة و بيبقى في ريحة  ريحة الاكل الى بتحضره اختى لغدى بكره او الورنيش الى اخويا بيلمع به جزمته او الطين و الرطوبه عند مدخل الشقة و الجزم الى قربت تبوظ من مية المطره الى مش عايزة تنشف في الشارع لكن بيتنا مات بموت امي لا صوت ولا ريحة ولا روح.

الفترة الى فانتت اكتشفت ان عندي ادمان للبيوت بيت عمي بيت خالي بيت مديرتي حتى بيت صاحبتى الي رحته مره واحدة لما كانت عيانة .. زيارة البيوت العامرة بالامهات تدفيء القلب قليلا فاسواء شيء في الوجود ان تمضي في حياتك بروح مصطكة الأسنان. 

مكرونة شرايط و بيض مقلي و بطاطس محمرة بالمايونيز و خيارة !!!

سأموت قريبا صريعة السكرى او احد امراض القلب والشرايين !!!! كمية العك التى اتناولها والتى لا تملك من المنطق سوى الغرض المهين المعروف بسد الجوع صارت لا تحتمل .. انا اجيد الطهى ليس لانى ادعى ذلك بل لان من اكلوا من يدي يتصاياحون بهذا دائما .. لماذا لا اعد لنفسي الطعام بنفس الجودة والعناية التى اعده بها للاخرين ! لماذا قتل نفسي بالبطيء ! لماذا في احسن الفروض أحولنى إلى خرتيت صغير !!
لم اكن يوما رشيقه  ولم اهتم يوما بالحميات و تجويع نفسي من أجل ارضاء الصور النمطية للجمال لدى الاخرين لكن ما افعله بنفسي هذه الايام لا علاقة له ضرب الحائط اراء الاخرين او الاغراق في الشهوات و نقاط الضعف الامر صار  اقرب لـ (املا التنك باي بنزين خليها تدور و اطلع من نافوخي!!!!) 

لان اربعون قرشا لا تشتري رغيفين حاف ناهيك عن الغموس

امس ظهرت نتيجة امتحان الثلث الاول من الكورس و رسبت. هذه المرة كان رسوبا لا جدال فيه في امتحان الثلث الاخير للمستوي الماضي بالكاد نجحت و في امتحانه النهائي رسبت لكن السلوك و الحضور ونسبة الحضور و الشفوي و المقالة رفعوني لانجح بالكاد . النجاح في الكورس من 70%. في المرتين السابقتين كان مجموعي في الستينات هذه المرة  كنت اعرف ان الوقت لم يكفي لحل نصف الصفحة الاخيرة و انى تركت بضع فراغات على امل ان اعود إليها لاحقا و لم يكن هناك وقت .. واني غاليا فقدت بضع درجات ثمينة بعد ان سمعت المراقب يعلن ان الباقي من الزمن خمس دقائق بينما مازال امامي صفحتان اسرعت لصفحة الرموز الصينية اخط الدوائر حول الاجابات الصحيحة و اكتب النطق الصحيح لها و عدت بسرعة لصفحة المحادثة لم اكد اكمل بضع فراغات حتى انتهى الوقت .. كنت انتظر نيجة مشابهه لما سبق تدور في فلك الستينات قضيت الاسبوع ما بين الامتحان واعلان النتيجة و انا اؤنب نفسي على اهمالى وقلة مذاكرتي و اسالنى اذا كان هذا حالى بعد 21 درسا درستهم في عام ونصف فكيف اتوقع ان احصل اي درجات في اختبار الاجادة الذي سينعقد بعد 3 شهور و الذي سيختبر إلمامي بـ50 درسا !!! 
قبل اعلان النتيجة بيومين ذهبت لقضاء مشوار لأختى و عدت منه وقد عرفت طريق دراسة امر كنت ابحث عنه منذ زمن و قضيت الطريق من حيث كنت إلى بيتى افكر في كيفية تدبير مصروفات الالتحاق على الاقل للتيرم الأول كنت افكر انى قد اضطر لاول مرة في عمرى للاقتراض لدفع المصروفات . ظللت حتى موعد نومي افكر في كيفية و امكانية الجمع بين ثلاث دراسات لغوية مختلفة و وظيفة  مرهقة و طن من الواجبات الاجتماعية  ولا اجد طريقة واحدة . 
امس حدقت  في ورقتي وانا لا اكاد اصدق ان مستواي الدراسي قد ينحدر إلى هذا الحد ظللت بعدها طوال المحاضرة شاردة اشارك بالكاد بينما اسال نفسي هل فقدت شغفى بما ادرسه ام هو الكسل ام الخيلاء التى غررت بى من قبل ام انصراف جزء ن اهتمامي لامور ظاهرها متصلة بالرداسة وفي باطنها لا تمت لها بصلة. ما ان انتهت المحاضرة حتى خرجت من فوري دون سلام او كلام. 
اليوم جلست افكر في كم المذاكرة المطلوبة منى اسبوعيا ثم يوميا لاحصل الـ50 درسا و قد قررت تأجيل التقديم للدراسة التى لا اعرف كيف امولها لبضع شهور لست بحاجة لان ابدا دراسة جديدة في اكتوبر بينما ينتظرنى تنينا مجنحا ينفث النيران في بدايات ديسمبر و توام سيامي من الديناصورات في اواسط يناير !!
كنت قد قررت - بنصف عقلي الشمال- قبل النوم امس ان اخفض نشاطي الاجتماعي إلى اقصى حد بأي ثمن بينما يرسم لي - نصف عقلي اليمين- سيناريوهات مفزعة للاثار الاجتماعية الكارثية المنتظرة لهذا القرار !!
جلست اليوم اخط الورقة بالقلم و قد فتحت الالة الحاسبة و النتيجة  امامي مانحة ايام العطلة الاسبوعية كما اكبر من ايام العمل الرسمية ثم صففت عددا من الامور التى احتاجها للبدء دون تأخير في الموعد المحدد في نهايتها كتبت (الالتزام بكل ما سبق ) ثم وضعت تحتا خطوطا كثيرة لأانى اعرف مقدما وبناء على تجارب مؤلمة سابقة ان العلم وامتلاك خطة ليس كافيا الاهم هو التنفيذ و الالتزام .. ا ل إ ل ت ز ا م

اكتشاف !

انا اغار منه! هذه هي الحقيقة لهذا اسخر منه واسيء معاملته! حين وصلت لهذا الاكتشاف شعرت بالفزع انا لا اتحول لكائن يشبه امي , امي لم تكن حقودة . انا ايضا لم اكن يوما حقودة فمتى صرت ؟ ... ام ربما كنت دوما كذلك لكني لم اقابل ما يستفز تلك الصفة الكامنة من قبل ! هل اتحول إلى مسخ ؟

لماذا اغار منه ؟ هل لانه يستطيع الحياة بعيدا عن والديه في بلد غريب بينما انا غير قادرة على التكيف بدونهما في بلدي؟ هل لان سلامة النفسي يغلفه و يطفو حوله كهاله تفسح له الطريق اينما قابلته بينما هرب سلامي و طالت غيبته ؟
اقضي وقتا طويلا بحثا عنه ولا اجده اراجع نفسي وافعالى و افكاري و مشاعري مئات المرات و احاول استعادته بشتى الطرق بلا جدوى  بدون سلامي تمور البراكين و تقذف حمما تحرق الاخضر واليابس و تملاء رئتي و وروحي بالرماد و السموم عشت بدونه طوال عمري احترق , فقط حين وجدته منذ  بضع سنين نزل على روحي بَرْدا و بَرَدا ماذا فعلت ليهرب منى؟

" يا حي يا قيوم أصلح لى شاني كله و لا تكلنى إلى نفسي طرفة عين"
"اللهم اسلمت وجهي إليك و ألجائت ظهرى إليك و فوضت امري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك , امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك الذي ارسلت" 

أنا و أنت و بابا و ماما في ديزني لاند

امس بعد ان دفعنا حساب العشاء و تمكنت صديقتي الطفلة (اكبرها بنحو14 عاما) من فك ورقة الـ 200 جنيه التى حيرتها طوال النهار رايتها تضح ورقة بـ100 تحت زجاج الطاولة سالتها في تقريع ما هذا ؟ لمن هذه ؟ ردت متفاجئة: "إنها لى" فقلت فورا: " لماذا وضعتيها هنا ضعيها في حافظة نفودك حتى لا تنسيها" فعلق زميلنا مازحا: " اسمعى كلام ماما يا بنت " ابتسمت فتاتي في خجل وهي تضع نقودها حيث امرتها بينما علقت صديقة اخري : "فعلا ده رد فعل الام في موقف كهذا" فأمنت فتاتي في خجل: "فعلا هذا ما كانت ستفعله امي بالضبط " فربتت صديقتعى على كتفها وقالت مازحة : " احنا كلنا هنا زي ماما " رغما عنى فكرت في امي وعمتى و ارتفعت غصة في حلقي قمت على اثرها للحمام اغسل يدي ووجهي ...

انا اتحول إلى نسخة اخرى من امي كنت طوال عمري و ساظل اشبهها شكلا لكننى كنت اصر دائما على الاختلاف عنها موضوعا لا اريد حياة كحياة امي . عاشت امى حياة تعيسة و اسهم في زيادة تعاستها شخصيتها و قرارتها لذا مع كل حبي وتقديري لها قررت منذ زمن بعيد الا اكون مثلها مهما كان الثمن لكنى منذ فقدتها اتحول إلى كائن يشبهها لا شكلا فقط ولكن موضوعا ايضا اعتقد ان افتقادي المزمن لها جعلنى الجأء دون وعي للحل الوحيد الذي يجسدها مرة اخرى في حياتى أن أتقمصها!

امس استفاض احد الزملاء في الخوض في سيرة عائلة صديقه الاجنبي الجالس إلى جواره - محتضنا دمية الفيل دامبوا متصنعا البراءة - ! كان الاطار العام لما قاله الزميل ان صديقه الاجنبي يدعي الفقر والمسكنه هنا في مصر حتى لا يحاول احد استغلاله بينما هو ليس في حاجة للبقاء في مصر من اساسه و ان بامكانه العوده لبلاده غدا حيث يتمتع والده بنفوذ و ثراء واسعين ثم اضاف بضعة تفاصيل هنا وبضعة تفاصيل هناك فرسم صورة كاريكاتورية للاب جاعلا نفوذه وثراءه يبدوان راجعين لكونه رئيس تنظيم إجرامي ما ! تاملت الشاب ابن الثقافة الاجنبية المرفهه و هو يبتسم في حياء وعدم فهم و وددت لو صفعته مرتين صارخة في توحش :"ما تنشف يااااض!" كنا ساعتها في زيارة  لصديقة مريضة فاكتفيت وانا اراه يداعب الدمية في حنان بابتسامة استغراب و انا افكر "ياختي كميلة" لكزتني صديقتي المريضة فانتبهت انى قلتها بصوت عال فصمت تماما لكنى طوال الامسسة و بعدما ودعنا صديقتي و ذهبنا لمشاهدة عرض فنى ثم تناول الطعام لم انفك اتامله و افكر ماذا سيفعل الفتى لو فقد والده ذو المال والنفوذ غدا هل سيذهب ليرث ما تركه له ويشعر بالحيرة والضعف هل سيتوقف عن احتضان الدباديب و يتحول تدريجيا إلى كائن يشبه والده في كل شيء ليعوض افتقاده له ؟ ام سيظل على حاله الوديع ذاك ؟ دعك من هذا  ماذا يفعل الان ووالده يبعد عنه الاف الاميال حين يحتاج للنصيحة او يحتاج لمن يربت على كتفه مشجعا إياه او يحتضنه موهونا عليه ؟ حين وصلت بافكاري لهذه النقطة تذكرت دمية الفيل المسكينة و حالة ثومة العاشق و فنظرت له شذرا و اسمعته تعليقا سخيفا ما و اشحت بوجهي عنه .

لولا رحمة ربي لكنت مت رعبا و لحقت بأمي وانتهينا .. الحياة بدون اب او ام مفزعة الى اقصى حد .. حين نكون صغارا نكون معتمدين عليهما كليا نستمتع بما يقدماه لنا بلا هموم , نكبر قليلا فيتحولا إلى قيود نرغب في الفكاك منها باي وسيلة ,نتخرج و نحظى بوظائفنا و رواتبنا كبرت او صغرت فنشعر اننا اخيرا كسرنا القيد وصرنا كائنات مستقلة و ندب على الارض في ثقة وخيلاء , يموت احدهما فنحزن و نبكي ونحتضن الاخر و يحتضننا ثم نتمالك انفسنا و تستمر الحياة ,  يموت الاخر فتكتشف انك صرت يتيما لايهم كم عمرك وقتها حتى لو كنت "شحطا" جاوزت الثلاثين لديك وظيفة وراتب و خطوة واثقة رزينة تدب بها حيث تشاء .....
الاب والام ليسا سندا ماديا يوفر لك طعامك وشرابك و كسوتك و إيجار البيت الاب والام سند معنوي لن تجده عند احد سواهما وان وجدته لدي عم او خالة فستستعمله في حرص و اقتصاد شديدين حتى لا ينفذ رصيدك بسرعه لدى هؤلاء فلديهم بالفعل من هو اولى منك ليسحب بغير حساب وما انت سوى متطفل يعرف انه كذلك لكنك تتطفل مضطرا لانك إن لم تفعل ستجن او تموت و غريزة البقاء أقوى من أي احساس بالكبرياء للأسف.


هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..