عل الاصل دور

 كان كعادته يرفع صوت مشغل الموسيقى في سيارته أو يخفضه تبعا لمدى أهمية الحوار الدائر في السيارة من عدمه او مدي تفضيله للاغنية من عدمه قال زميلي شيئا فردت زميلتي فعلق صاحب السيارة بشيء اخر اسمعهم ولا اعلق بينما اتابع  ضوء الغروب يتخلل السحب فبدا كأن طاقات نور فتحت في المساء لتودع الأرض قبل المغيب.

"سمعت الاغنية دي " اجبرت عيناى على العوده إلى داخل السيارة وانا ارد على صاحبها : "أغنية إيه" ... "أسمعيها عايز اعرف رايك فيها" .."ماشي" قلتها وانا اشعر بالاستغراب منذ متى و صاحب السيارة يهتم ان كانت الاغاني تعجبنا لا أنكر انه مرة غير الاغنيه حين لمح في مرأة السيارة حاجبي يرتفع امتعاضا من ابتذال الكلمات لكني لم اسمعه ابدا يسال احد ناهيك عن ان يسألني انا شخصيا عن رايي في اغنية .. نحيت استغرابي جانبا و حاولت التركيز في الاغنية وانا ادعو ان تكون جيدة حتي لا يسمع منى مالا يرضيه



لم اكن يوما من محبي صالح ومنذ اغنيته حبك خطر لم أهتم ان اسمع له شيئا مفترضه انه قد صار اهبلا برخصة , لكننى فوجئت كانت الاغنية جميلة اللحن جميل - اخبرنا صاحب السيارة انه ماخوذ من لحن اجنبي - و الكلمات حلوة, موجعة وتنغرس بين ضلوعك نصلا مشحوذ الطرفين لكن هذا فقط لانها مفرطة الصدق
ارتفعت غصة في حلقي بينما ينغرس النصل أعمق بدا لي أن قطرات مالحة مريرة تفكر في الهطول كان هذا اكثر مما اسمح به , حاولت السيطرة قدر استطاعتي و جاهدت حتى ابتلعت غصتي فتوارت القطرات المالحة المريرة وإن لم ترحل .
سالني : "ها إيه رايك يا" أجبت "حلوة" لا ادري كيف كان صوتي ساعتها لكنى اختصرت حتى لا تعود الغصه من جديد قال :  "واقعية" فاكدت "جدا" .. مضى بعدها يحكي كيف كانت مكتوبه في الاصل لمنير فبدا لي الامر منطقيا هذه النوعية من الكلمات تليق بمنير اكثر لكن ينقصها شيء يصرخ انا منير ربما  لهذا صارت من نصيب الأخ صالح في النهاية


لا ادري لماذا يحثت عن النسخة الانجليزية من اللحن .. ربما بحثا عن مزيد من الغم او عن معنى اخر للكأبة .. كنت شبة متأكده من اسم المغني و وجدتها بسهولة




ألا خيبك الله يا صالح انت ومن اختار لهذه الكلمات لحنا شامخا شيد في الاصل لكلمات تمتليء كبرياء ونبلا ليحوله إلى هذا الخليط من العكننة و النكد الأزلى  
لكن الذنب ليس ذنبه انا من ألبست الكلمات همي ورايت فيها انعكاسا مظلما لجنوني ..لكننى رغم ذلك لم أعد احب اغنية صالح , سيناترا يكسب .. شتان بين الوقوف مرفوع الهامة متحملا المسؤولية وبين التهاوي تحت وطاه الهموم و الضياع فيها وشتان بين حياة تقترب نهايتها مكللة بالفخر و حياة تمضي بصاحبها إلى حيث لا يدري
بدلا من ان استسلم لواقع صالح واقع مثله اسيرة لا شيء .. سابقى عيني على خاتمة سيناترا لعل يكون لى فيها او افضل منها نصيب

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..