يوتبيا التحرير

بعد انسحاب الامن و احساس الناس بالانتصار على الغول الذي روعهم طوال أيام تحولت تعليقات المراسلين إلى حالة الميدان حالة المتظاهرين , ما يفعله الناس , كيف منع المتظاهرين سرقة المتحف بالقبض على اللصوص , كيف كونوا حصار بشري حول المتحف لحماية تراثهم الثقافي , كيف كونوا جماعات شعبية لحماية بيوتهم وممتلكاتهم بل كيف قبضوا على اللصوص و المساجين الهاربين فيما بعد, كيف أسعدهم دخول الجيش باعتبار انه سيحميهم .
بدأ المراسلون يلاحظون امرا غير مفهوم في وسط كل هذا الناس لديها طاقة لتنظيف الشارع من القمامة؟؟ كلما سال المراسل أحدهم لماذا يقول لانى اريد ان ارى بلدي جميلة اخى كان واحدا منهم ساله مراسل ياباني محاولا فهم من القائد الذي وجههم لهذا ؟ كيف يقوم الجميع بذات العمل بلا قائد يوجههم إليه اخى رد بان الامر اشبه بخليه النحل كل نحلة تعرف من نفسها ما عليها فعله .. الثورة كلها كانت على ذات الحال الناس كلها على قلب رجل واحد رجل ليس له وجه ولا وجود رجل هو مجرد قلب نابض كبير يجمعهم
لكن قصة النظافة رغم ما يبدو عليها من بساطه اعمق بكثير مما نتصور فقذارة الشوارع في مصر كانت قد صارت امرا مفروغا منه وكانت الناس في الداخل والخارج  تتعجب كيف يحافظ المصريون على نظافة بيوتهم و نظافتهم الشخصية بهذا الحماس والاخلاص  و لا يبالون بالشارع رغم انه الواجهه التي تمثلهم في عيون الغرباء كانت الحكومة ترفع لافتات في كل الميادين لتحث المواطنين على النظافة كتب عليها النظافة من الايمان و النظافة مظهر حضاري لكن بلا جدوى .. الان في هذه المعمعه يجد الناس وقتا و حماسا واخلاصا لنظافة الشارع ؟؟ ماذا حدث ؟؟
الاجابه بسيطة الثورة حدثت ..
قبل الان كان شارع هو المكان الذي تخرج إليه من بيتك الامن النظيف المريح لتهان وتمتهن و تنتهك حقوقك إن لم يكن من قبل النطام فمن قبل احد المنتفعين منه  أو من قبل شخصا تعرض لهذا قبلك ويرغب في التنفيث عن غضبه ولا يملك من الشجاعة ما يجعله يوجه هذا الغضب إلى من يستحق اما الان فقد صار المكان الذي تقصدة لتستعيد حريتك و كرامتك و حقوقك .. وفي ميدان التحرير انتقلت ملكيه الشارع من حكومة إلي المصري صار الشارع - الذي شهد حربه وانتصارة واستعادته لكرامته - يخصه الشارع بيته , ارض الكفاح والراحة معا لهذا كان على الشارع أن ينطق بما تنطق به النفوس واول ما تنطق به النفوس هو النظافة نظافة اليد و القلب والنفس والنيه, في ميدان شهد قبل سنوات تحرشا جماعيا في ظل الامن المزيف الذي كان سائدا من قبل, افترشت اليوم الفتيات والسيدات وعائلات بكامل افرادها الارض والتحفت السماء فلم يشكوا احد من سرقة ولا فتاه من متحرش بل وحتى مجرد نظره خارجة .. لم يعد الشارع مسرحا للمهانة والذل والقلق والخوف لم يعد عدوا, بل صار صديقا وحليفا و شاهدا و نظافته اقل ما له من حقوق

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..