هوس جديد

في زيارتى الاخيرة لجدتي علمتنى التريكو ... نجحت في ساعتين فيما فشل فيه مدرسات المجالات و بعض الصديقات طوال سنوات .

احببت طوال عمري الاعمال اليدويه ,اوريجامي, صلصال, مكعبات, بازل, ميكانو, كل ما يمكن فكة وتركيبه , التصميم والقص والتشكيل كروت مناسبات, ملابس, الطباعة على القماش  وأحببت اشغال الابره كروشيه, تطريز, لاسيه , لكن كان ياتي التريكو كشيء ممل لزج شديد السخافة لاشيح عنه ببصري في كراهيه .. حين سالتي جدتي وانا الملم حاجياتي استعددا للرحيل  ان كنت اجيد التريكو قلت انى لا احبه ابدا فقالت يعنى لا تعرفيه .. أجبت : ايوه تحمست بشده و دلتني على درج تحفظ فيه ابرتين وشلة خيط من اجل بنات العائلة الاتي يزرنها و يطلبن منها تعليمهن ... ظلت تحكي لي و هي تشرح كيف تكون الغرزة المعتدله وكيف تكون المقلوبة كيف تعلمت من مدرساتها و كيف احتفظن بنماذج من شغلها لعرضه على المفتشات و الموجهات كيف صنعت لاولادها بلوفرات للمدرسه فظنت الناظرة انها وارد الخارج و كيف جلست تعلم احدي البنات فجذب الفن حفيدها وطلب ان يتعلم هو الاخر و صار امهر من امه .. تحكي وتحرك يديها ثم تلفت انتباهي .. "بصي ازاي .. كده"

في البدايه كنت اجاريها و قد شعرت انها تحاول ابقائي معها وقتا اكثر لكنى اندمجت معها تماما و هي تعرض على كيف تتكون الاعمدة والمربعات و كيف تغزل الضفائر " هاتي بنسه " .. "بنسه شعر و لا بنسه كهربائي" .. " بنسة شعر طبعا ايه بسنة الكهربائي دي"
" الزراديه يعني" .. ضحكت و هزت راسها " زراديه ايه بس مال الكلام ده بالتريكو" ... حين تناولت منى البنسه واخذت تسلت الغرز من الابره اليها ثم تستعيدها من جديد فتتكون اول عقدة في الضفيرة ابتسمت حتى ضفائر التريكو تحتاج للبنس

جاء خالي فوجدها تعلمني و لا تكاد تناولني الابر لأجرب بنفسي الا نادرا ثم تلومنى على هذا وذاك وتأخذهم منى "اعمل فيك ايه اعمل فيك ايه " ضحك و نصحها "الحنيه ما تنفعش مع الاشكال دي يا ماما اديها على دماغها " .. "بس يا ولد " .."حاضر" ابتسم و غمز لي فبادلته الابتسام ....
حين انهيت السطر الاخير و ناولتها الغزل اسألها كيف نعقد الغرزة الاخيره ارتني ثم قالت لي "انت يجي منك يا بنت انت" ثم ناولتني ما غزلته امامي " خليها معاك عينه عشان تفكرك"

عدت للبيت وراسي يطن لاتذكر كل ما قالته ونفذته طوال ساعتين على ان اجد ابرتين وخيط باسرع ما يكون وانفذ كل تقنيه على حده واظل اكررها و اكررها حتى تثبت في راسي ..

مر اسبوعين غزلت عينات متفرقه للاعمدة والمربعات والضفائر والمعتدل والمقلوب  وبدات مشروعا صغيرا لكوفيه جلست أغزلة بينما اشاهد تيمور وشفيقة على روتانا  حين جاء مشهد رومانسي للبطلين فوق الجليد يتصارحان بحبهما  تركت الغزل ركزت انتباهي على الشاشه لكن عوضا عن متابعة الحوار الدائر امامي كنت احلل الايس كاب الذي على راس أحمد السقا خمسه أعمدة معتدلة وخمس مقلوبة غرز صغيرة لان الخيط  رفيع و كذلك الابر .. النسيج مستطيل وتم زمة من اعلى إذن فقد تمت حياكته دققت النظر باحثة عن نقطة التقاء طرف النسيج فدارت الكاميرا ( لاأدري اكنت احلم ام كانت هناك ضرورة دراميه) حول احمد السقا فوجدتها عند قفاه .. "اها" قلتها في انتصار فنظرت اختى لي باستغراب "في ايه " تناولت الغزل من جديد بينما اقول في وقار "مافيش"

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..