رحلة غير متوقعة

كنت انوى ان اكتب عن شيء مختلف تماما .. اعلان غاظنى و قد صارت كثيرة الاعلانات التى تغيظ الواحد هذه الأيام لكنى توقفت قبل مجيئي لدي صديقة فأضاء فرحها قلبي ثم زرت اخرى فغزتنى الذكريات

-----
كانت ساقي تؤلمني كثيرا وقتها فما ان وجدت كرسيا خاليا حتى جلست كانت القاعة كلها خاليه على غير العادة لم يكن هناك سواي ووالداي ثم جاء رجل وامراه يدفعان سرير متحرك عليه رجل نحيف بارز عظمه يتاوه في خفوت طرقا باب عيادة معالجة الالم التى طالما حيرنى اسمها هل الالم مرض له علاج الالم عرض يصاحب امراضا عده فكيف تكون له عياده تعالجه دون المرض .. فتحت الباب ممرضة استمعت الي كلام المراه والرجل المصاحبين للمريض و نظرت في الاوراق التى ناولوها اياها ثم ادخلت راسها الى الغرفه تقول شيئا و أخرجتها تفسح لهما الطريق لم يمض دقائق على دخولهم حتى علت صرخة ... خرج السرير و المرأه تتشبث به و الرجل ينهرها للتتوقف عن العويل و رائهما خرجت الممرضه و الطبيب تبادل الرجل معهما الهمس ثم سار الركب حتى المصعد وسرعان ما اختفي فيه .. ساعتها تذكرت جدتى اهذا ما حدث حين ذهبت الى المستشفى ولم تعد بعدها ابدا ؟ ... سمعتنى امي فاحتضنت رأسي وهي تقول " لا ياماما مش هو ده الى حصل مش هوه ده" ... لم اكن طفلة كان عمري وقتها نصف عمري الان .. هذا بالضبط ما حدث اخذت شهيقا تسحب الهواء و زفرته فخرج ممزوجا بروحها ....

لم تعاودنى ذكرى هذا اليوم بعدها الا فيما ندر .. حتى في تلك الليلة لم تعاودني حين دخل يرتجف وهرول الى السرير وارتمى عليه وسالنى ان اغطيه .. حاولت ان اعرف منه اسم طبيبه لاكلمه لكنه رفض اصر على الا اقلق بيمنا عرقه البارد و السخونه راسه تحيرنى .. بماذا يشعر بالضبط .. أصر "ده دور برد داخل على"  غطيته وسهرت الى جواره لا ادري بالضبط ماذا افعل رفض الاتصال بطبيبه ورفض الكمادات البارده لانه تشعره بالمزيد من البرد رغم سخونه راسه حين اعياني التعب تكورت على الطرف البعيد من السرير انتظر ان يتحرك او يطلب شيئا كنت اغمض عينى وافتحها فاراه علي ضوء الصالة فاطمئن .. لاادري كم مره حدث ذلك لكن حين فتحتها اخر مره كان ضوء الشمس يملاء الغرفة و العرق يغملانى من حراره الجو ...وهو لم يكن هناك .. نظرت في الساعه فوجدتها التساعة الاربع .. لعله صحا مبكرا وخرج  .. خرجت الى الصاله لاجده راقدا على الكنبه ذهبت اوقظه فلم يستجب امسكت هاتفه و كلمت الفتاه التى وعدناها ان نصحبها معنا و اعتذرت لها ثم عدت لأحاول ايقاظه من جديد .. انتبهت في تلك المره الى احتقان لونه و برودته هززته فهالنى تخشبه ..فهمت ...لكن زوج خالتى حين جاء بالاسعاف ظل مصرا " ما تقلقيش ياماما هما هيفوقوه دلوقت "  ..لكنى كنت اعرف ان هذا لن يحدث

نحن صغار جدا وتافهون رغم ذلك سبعون بالمائة من وزننا كبر لهذا يأتي الموت ويرحل بمنتهى بالساطة تاركا اينا نتخبط في العجز والضعف وقلة الحيلة

0 التعليقات:

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..