كائن لا تحتمل خفته

حين بحثت عنها في الجود ريدز لاضيفها لم أجدها وجدت طبعات اخرى اجنبية لكن الطبعة العربيه غير موجودة .. فقمت اصورها لأضيفها. أحب اضافة الكتب للجود ريدز, أما اكمال البيانات الناقصة لكتب الاخرين فيعطينى احساسا باني أمينه مكتبة -وهي رتبتي بالموقع- اعيد الكتب الى رفوفها الصحيحة واتأكد من ترتيبها الابجدي واساعد الباحثين بين الرفوف.

-في القرن الماضي كنت اقول لنفسي انه رغم كل خططي الجهنمية للمستقبل وكل الصراعات الكونيه التي ساخوضها من أجل تحقيقها بامكاني دوما ان اتخلى عن كل هذا لان اكون امينه مكتبه اجلس امام مكتب لأقراء و ادل الاخرين إلي ما يقراونه تخيل ان يدفع لك اجر لتقراء وتقلب بين الكتب و تفاضل بين الكتاب .. كان يتبع هذه الفكرة فكرة اخرى اني غالبا سأفعل ذلك حين ارغب في إجازة او حين اقرر انه قد حان الوقت للتقاعد .. في تلك الايام -طفولتي و صباي- كنت قد خططت حياتي حتى سن الاربعين كاي مشروع مدروس جيدا كان هناك خرائط و جداول زمنية و كتيبات و كانت هناك ايضا خططا بديلة و لكل خطة خرائطها وجداولها و كتيباتها .. ورغم ذلك كنت انظر بطرف عيني تجاه خطة التقاعد الموحدة واقول ما اجمل ان ابداء بها ان تكون هذه هي حياتي من بدايتها حتى نهايتها سيكون هذا رائعا و مريحا و كأنه جنة ارضية صغيرة لي وحدي.-


حين عدت بالامس افتح الجود ريدز لاغير حالة الرواية من أقراء الآن الي قرأتها و جدت زميلا ما قد ربط طبعتي العربية بكل الطبعات الاجنبية الاخري وو جدت صفا طويلا من الاصدقاء قد انضم لركب من قراء او ينوي القراءة . كانت كلها مضافة على الطبعات الاجنبية فقط صديقا واحدا الذي تلقف طبعتى العربية و قرر انه قرأها و اعطاها أربعة نجوم من خمس.

يحمل الغلاف الاخير دائما راي كاتبه, نظرته الخاصة, لذا تعلمت الا اقراء ما يحملة الغلاف الاخير حرفا حرفا الا لو كان جزءا مختارا من الكتاب نفسه لكن اضافة الروايه للجود ريدز اجبرتني على قراءة بل وكتابة الغلاف الاخير في بيانات الكتاب .. لم اكن قد قطعت الا بضع صفحات و الان بفضل الغلاف الاخير صار عندي صورة سابقة التجهيز عن الحكاية عاكستني قليلا حتى انحيتها جانبا لارسم انا صورتي .

قبل ان اغلق الصفحة تذكرت .. فاعطيتها خمسة نجوم.

وراء الفردوس

انا سعيدة . لقد زالت التعويذه.

اقتنيت الروايه يوم صدورها وعدت متحمسه لاضيفها للجود ريدز لم يرهقنى امر صورة الغلاف كالعادة لانه موجود و جاهز على جروب الفيس بوك.

بعد ان وضعت حقيبني وقفت مسندة ظهري لمكتبي و فتحت اول صفحة تأملت لون الصفحات المصفر بوله فلدي حالة من العشق للصفحات الصفراء حتى لو كانت مصطنعه كما هى الحال هنا . تذكرت حين طلبوا من الكاتبه ان تقراء جزءا تختاره من الروايه على الحضور و صاح احدهم مازحا بس ما تحرقيهاش اختارت صفحة من المنتصف و قرأت. و جدت نفسي في وقفتى تلك اقراء بصوت عال اول صفحتين ونصف واتوقف. بدائت رهبه اعرفها جيدا, تذكرت الحالة التى وضعتنى فيها متاهة مريم و خفت ان يخيب أملي.

وقتها ولاول مره في حياتي تعجبنى روايه واخشي ان تنتهي. العادة انها حين تعجبنى اهرول فوق السطور و اُصدم حين تاتي النهايه سريعا لهذا تشعرني الروايه كبيرة الحجم بالامان حتى لو كانت عادية, لكن مع مريم التى بالكاد جاوزت صفحاتها المائة كنت اقراء صفحتين صفحتين واجبر نفسى على وضعها جانبا حتى لا تنفد الكلمات بسرعة كان صغر حجم الروايه يوترني .
كنت وقتها قد انشئت مدونتي بعد ان عرض على صديق مدونته و لكنى بعد ان انشاتها لم اعرف ماذا سأفعل بها هو لديه ما يقوله بينما انا كنت مندفعه وراء اكتشاف هذه التقنيه .. اول تدوينه لي على الاطلاق كانت عن أثر مريم و مازال ما تجمع ليتفكك ثم يتجمع من جديد ملموما في احد ملفاتي ينتظر الفرج او ان تتجدد الحالة.

و ضعت الروايه على مكتبي وقلت لنفسي سانهي ويأتي القطار أولا ثم اكمل فتلكات أياما رغم انتصاف وياتي قطار في يدي قبل القرار وحين انهيتها أخيرا صرت امسك الفردوس اقراء ذات الثلاث صفحات و اضعها جانبا, و بدا اني لن ادخل الصفحة الرابعة ابدا.
الليلة شكرا لبالى المنشغل تغذيه الوساوس والخيالات, منذ ايام والعصبية والقرف والضيق و التوتر الذي يسببهم لي يتراكمون ويتراكمون حتى صار محتما أن أقفز بين صفحات اي شيء مكتوب حالا و دون تأخيروإلا جننت.

لم ابداء بالثلاث صفحات فقد كدت احفظهم, بدات من الرابعه .. تحيرت حين وجدت سلمي تحلم بزهرة الجلاديولس الحمراء حتى بعد ان أوضح الهامش ان الحلم مبنى عليها... اكملت و اكملت و حين وصلت جميلة مختلفة عما كانت تلوك الانجليزية والفرنسيه مع العربية نافذة الصبر ومتعجلة لانهاء الفصل الاول قلبت الصفحة ووضعت الكتاب.

كان اول ما لفت انتباهي فيه بعد العنوان الذي ذكرنى بعطر استر لودو بياند براديس ان عدد صفحاته ضعف صفحات مريم.
لا اريد ان انهيه سريعا. أشعر بالانسجام و الامان. الحالة تعود من جديد والكتاب لن ينتهى سريعا فصفحاته ليست قليلة و ربما لن ينتهى ابدا فلطالما كنت بنتا مُدبرة.

الليله الماضيه بعد انتصاف الليل بقليل كنت أقلب قنوات التلفزيون, و كالعاده توقفت تقليلا عند الام بي سي 4 , في هذا التوقيت تقريبا يذيعون برامج النميمه الامريكيه من نوعيه فلانه صورت على الشاطيء و الكل يؤكد أن وزنها قد زاد او نقص عن الوزن المصرح به للنجوم أو فلان تشاجر مع أحد مصوري الفضائح و كسر الة تصويره لانه حشر الكاميرا في وجه طفله الرضيع أو تحت التنورة القصيرة لصديقته وهكذا

بالأمس كان هناك خبرعن السيدوالسيده أوباما و لما كانت المقامات محفوظه فالكلام لم يكن عن وزن السيده الاولى أو كم عمليه تجميل أجرت على حاجبها الأيمن وانما كان الخبر ان السيد الرئيس قد عزم المدام على عشاء رومانسي ومسرحيه في مدينه نيويورك, الى هنا وعادي , لكن خبر الامس لم يحمل المعتاد من تعليقات على شياكة وخفة وظرف المدام او لطف السيد الرئيس معها وكم يحبها ويقدسها و ما يصاحب هذا عادة من تأوهات الاعجاب والحسد للثنائي السعيد

الخبر كان يعلق على ان هذة اللفته الظريفه من الرجل لزوجته قد كلفت دافع الضرائب الامريكي أربعه وعشرون ألف دولار لانه لم يأخذ المدام ويحجز تذكرتين من واشنجتون لنيويورك على كارت الفيزا خاصته وانما ركب طائره الرئاسه الصغيرة وانتقل بكل حاشيته تعشي وشاهد المسرحيه ثم طار عائدا, تسائل البرنامج في جديه هل يا تري كان هذا تصرفا حكيما منه خاصه وانه في اليوم التالي لديه ميعاد لمناقشه خطة انتشال اقتصاديه للشركات الكبرى المتعسره أي هل يصح هذا البذخ في النفقات الشخصيه بينما مستقبل عائلات موظفي هذه الشركات بين يديه صبيحه هذه السهره ثم عرضوا تعليق لسيده تدافع عنه معطيه عذرا أقبح من ذنب قالت انه لو كان قد استقل الطائرة الكبيره كانت تكلفه الليله ستجاوز السته وخمسون الف دولار .. ابتسمت فقد بدا ان شهر العسل بين برامج النميمه والاسره الأولى قد بلغ نهايته ففي اليوم السابق عرضوا خبر عن معرض للصور الفتوغرافيه اقامته زميله قديمه للرئيس في الجامعه كانت هناك صوره له ينظر للكاميرا نافثا دخان سيجارته باتجاهها بشيء من الاستهتار بينما تعلق المذيعه انها سألت صاحبه المعرض لماذا تعرض الصور الأن فاجابتها انه لم يكن لائقا ان تعرضها أثناء الحمله الانتخابيه فقررت أن تنتظر و كأن عرضها وقت الحملة الانتخابيه كان يمكن أن يؤثر الي درجة تغير النتائج الى هنا كنت قد وجدت فيلما مشوقا فابعدتهما عن رأسي
لكني استعدت السيد والسيده اوباما من جديد امس بعد الفيلم واليوم , اما غدا فلن أحتاج لاستعادته لأنه سيكون ملء السمع والبصر اتوقع مهرجانا اعلاميا غدا ان لم يكن سيركا بكافة مشتملاته من مهرجين ولاعبي أكروبات وترابيز ومروضي حيوانات فالسيد اوباما قادم إلى مصر غدا والحضور بدعوة مسبقة دعوة عرضها و قراء نصها علينا المسلماني في برنامجه فبدا وكأن شيخ الأزهر و امريكا يدعوان الناس لحضور زفاف نجل الاول على كريمة الثاني أو العكس وعلى الحضور ان يحضروا في الميعاد المحدد و ان يتجنبوا احضار الحقائب واللافتات و نتمنى لأطفالكم نوما هنيئا

السيد اوباما زار نيويورك وهي مدينه معروفه بتدنى مستوى النظافة العام فيها وان الفئران التي تسكنها يمكنها ان تلتهم قطا فلم نسمع أحد عندهم يتكلم عن شوارع ترصف واعمدة اناره تدهن وقباب تلمع و صيادين محترفين للفئران و القطط .. لكن الخيال يأخذني لأبعد من ذلك اذا كانا هكذا نستقبل رئيسا امريكيا فهل ستكون المعاملة بالمثل هل اذا زارهم الرئيس المصري ستكنس الارض وترش ويوضع مواطنوا واشنجتون تحت الاقامة الجبريه في بيوتهم مدة ساعات الزيارة .. الفرضية في حد ذاتها تضحكني فعلاقتنا بأمريكا ليست نديه و الرئيس الامريكي يأتينا بأمال براقة يعقدها عليه الكثيرون لكن حين يذهب اليه الرئيس المصري ماذا سيحمل في جعبته يستدعى أستقبالا مشابها

هذا وستبقى السيده اوباما في أمريكا لمتابعة أطفالها أثناء فتره الامتحانات .. بينما أمي الحبيبه مصر تستقبل السيد أوباما في عز موسم الأمتحانات و تؤجل كل الامتحانات التي كانت ستعقد يوم الزياره يومين حتى تخلي الجامعة عن بكرة أبيها من زحام الممتحنين

بهجة الاستماع

أستمع الأن لاذاعة الشرق الاوسط احتفالا من الاذاعة بعشر سنوات على جائزة نوبل في العلوم تعيد الاذاعه حواراسجلته منذ عام مع د. أحمد زويل قبلها كانت الأهداءات تتوالي على اغنيات الافراح والخطوبه كعادههم كل خميس .. منذ زمن طووييييييييل جدا لم أستمع للشرق الاوسط مازلت كما يبدوا تحافظ على بعض عادتها ...تري  هل مازالو محافظين على عادتهم  في الرابعة والنصف عصر كل يوم ... يأتيك صوت إيناس جوهر المميز وهي تلقي عليك رباعيه جاهيين غمض عنيك و أمشي بخفة ودلع الدنيا هي الشابه وانت الجدع تشوف رشاقة خطوتك تعبدك لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع .. وعجبي أتذكر كل الرامج التي كنا نسمعها ساعة الغداء  بعد عودتنا من المدرسه (اينعم من أيام ما كنت في المدرسه ) أحاول ان اتذكر هل كان كتاب عربي لم العالم الذي كان يذاع يوميا في الثانيه تماما  هل كان على الشرق الأوسط ام البرنامج العام .. لم أكن أحب البرنامج العام لكنى اذكر انى كنت اضبط المؤشر عليها أحيانا غالبا من اجل كتاب عربي علم العالم أم ربما من اجل برنامج أغرب القصص ( هل كان هذا أسمه حقا ولا أنا بدأت أهيس ) 
انا بنت التلفزيون و كنت حتى بلغت العاشره استغرب حب أمي للراديو اذا كان يمكننى ان أري وأسمع لماذا اكتفي بالسمع فقط .. لكن حين نقل والدي التلفزيون لبيتنا الجديد قضينا شهور الصيف الثلاثه نقلب المحطات و نسمع و صرنا كما في التلفزيون نتشاجر على مواعيد البرامج .... و حين انتقلنا اخيرا لبيتنا  الجديد عدنا للتفزيون و لكن ظل راديو المطبخ مسموعا ظل كذلك حتى بضع اعوام خلت حين مات تماما و دفن في أحد الأدراج المنسيه
أشعر ببهجة عارمه وانا أستمع للشرق الأوسط الان  أشعر انى عدت طفلة العاشرة التي تستمع لمحكمة الفن و تسالي و كتاب عربي علم العالم  وتتوصل للحل الصحيح في757120 إذاعة ولكن الخط يكون دائما مشغول

خواطر تحليلية شريرة

من كام يوم كنت قاعدة في حالي خالص فاتحة الفيس بوك و هات يا لعب كنت فاتحة جنبة اذاعة عربي على النت. ما بين البرامج في أغاني وانا مش سميعة أوي فمش بركز مين بيغنى و بيقول ايه الا يعنى لو كلمة ما أخترقت وداني ووقفت كل الي بعملة عشان اعلى الصوت واركز واسمع طبعا ده نادر بس بيحصل
المهم ده حصل ساعتها و لقيت الجملة دي بتخرم وداني كلامك دخل من الناحية دي خارج هوا من الناحية التانيه طبعا انا تنحت وقلت ايه ثم اتفتحت في الضحك لما فهمت انها تقصد ان كلامة دخل من الودن دي خرج من الودن دي لكن خواطر شريرة بدات تلعب في دماغي طيب يا شابة مش توضحي... يعنى لما الناس بتقول الودن دي والودن دي بيبقى معروف اتجاه الكلام من الشمال لليمين او من اليمين للشمال خصوصا ان الجمله عادة ما يصاحبها اشاره قائلها لأذنيه .. لكن لما تقولي الناحية دي والناحية التانيه وانا قاعدة سمعاكي مش بتفرج على الفيديو يبقي لازم تحددي أنهي ناحية بالظبط لأن البني أدم له ست نواحي مش ناحيتين بس .. طبعا تحت تأثير من الخواطر الشريرة قمت عليت السماعة فلقيت المغنية بتعيد نفس الجملة واتضح اني ظلمتها وانها حددت فعلا اتجاة الكلام وانا الى سمعت غلط

كانت بتقول كلامك نازل من الناحية دي خارج هوا من الناحية التانية هنا تأكد لي انها لا تشير لاذنيها أطلاقا لأن المسار الي كلامه مشي فيه رأسي بينما المسار بين الأذنين أفقي ...
 و يبقى سؤال هل كان للكلام أثناء خروجه من الناحية التانيه صوت أو رائحة أم كلاهما؟؟
و عجبي

في كل قلب حكاية

في كل قلب حكاية في كل قلب حكاية by أحمد الفخراني


لم أحب الكتاب ..ها قد قلتها

ربما لاني لا احب إستخدام العامية حتى مع تبرير ان فيها تعبيرات غير موجوده في الفصحى و ربما لأني توجست منه منذ أن رشحته لي سارةو ربما لأني ببساطة لم أحب من قصص الكتاب سوي جمعة الجزين و التي رغم عاميتها و اختفائها من الفهرس أعجبتنى جدا
أكثر ما لم يعجبني في المجموعة هي القصة الاخيرة النقل فيها للفصحي لم يعجبني رغم اني كما قلت أفضل الفصحى لكن الانتقال إليها كسر النسق الذي يجمع القصص وهو ان مجموعه من البشر يحكي كل منهم حكايته و الكاتب ينقلها هكذا كما حكيت بذات اللغه دون تحريف أو صقل و رغم ان هذا الانتقال نوعا ما مبرر فهو نقل حكاية كل شخصية بلغتها بينما سيحكي حكايته بلغته هو .. لكني شعرت أن مجرد أستخدامها فيه شيء من التعالي على باقي الشخصيات خاصة ان قصة الصراع الذي يخوضه بطل حكايتى ليس صراعا دنويا مع الحياه والناس وانما دينيا مع الذات في سبيل الرب ليس في ذلك عيب بالطبع ولكنه مع اللغه المستخدمه أشعرني بتعالى صاحب الحكايه الاخيرة على الباقين .. ينأى بنفسه عنهم بلغته وبمشاكلة و هو ما كان يمكن تفاديه بالاستغناء عن الحكايه الاخيرة

لقاء البارحة

وصلنا قبل موعدنا بعشر دقائق لم يكن هناك من أحد أمام الباب الحديدي سوى السيد ذو العوينات السميكة والعمر الطويل تذكرته فورا فابتسمت. سألة أخي عن الجماعة فأشار لأعلى "هناك لم يبدأوا بعد تفضلوا تفضلوا" فتفضلنا سألت أخي قبل أن نصعد السلم ان كان المفروض أن ننتظر أو نتصل فقال "لن نقف في الشارع المظلم هكذا دعينا نصعد" صعدنا واتخذنا مجلسنا في الرواق الطويل على كرسيين متجاورين بينما هناك في أخر الرواق طاولة يجلس خلفها اثنان المضيف والمنظم قال المضيف" لنتكلم قليلا حتى يصل الضيف هو في الطريق لا تقلقوا"

----
قمت بعد أذان العصر بقليل لأصلي و أجهز نفسي للنزول و حضور المسرحية التي دعيت لها, ما أن استويت واقفة حتي صدحت فيروز من هاتفي النقال "يا أنا يا أنا أنا ويااك" رددت على الرقم الغريب "الوو سلامو عليكو" ليأتي صوت الطرف الاخر مهذبا و متعجلا عرف نفسه فرحبت به, تأكد من صحة الرقم و أملاني العنوان فعرفته سألته عن بعض التفاصيل لأتأكد فأبتسم وقال "والله لا أعرف أنا لم أذهب من قبل هذا هو العنوان كما أعطيته" قبل أن يغلق الخط تذكرت فسألته بسرعة أن كان يمكن لأخي المجيء لأن الميعاد متأخر فرد "أه طبعا حضرتك ينفع" ناديت على أمي و ذهبت أخبرها ثم ذهبت لأخبر أخي.
----
سألتني السيدة الجالسة أمامي عن شخصية السيد المنظم فاخبرتها أني لا أعلم , كنت أعرفه شكلا لا أسما تماما كالسيد ذو العوينات والعمر الذي قابلنا عند الباب. أرتفعت رنة هاتف أحد الجالسين خلفنا وارتفع صوته محييا ومازحا وحاجبا صوت الضيف "والله طيب نعيما يا سيدي" نعيما !! التفت معظم الحاضرين اليه فخفض صوته ثم أنهي المكالمة. كنت قد ضبطت هاتفي على وضع الصامت حين تعالت رنات الهواتف في البداية رغم ذلك فاجئتني فيروز "أكتب أسمك يا حبيبي" الأدق هي افزعتنى أنتفضت في مكاني ثم اسرعت الغي مكالمة والدتي واعيد ضبطه من جديد على وضع الخرس قبل أن أعيدة لحقيبتي أمعنت النظر فية مجددا و تاكدت مرة أخرى من خرسة التام.
----
مع أنتصاف النهار كنت قد وطنت نفسي أن طلبي قد رفض ومن ثم ركزت تفكيري وخططي على ما دعيت إليه بالفعل وان ظللت أفكر أنه من السخيف أن لا يأتينى رد حتى الان ولو بالرفض لأعرف ماذا سأفعل بالضبط وإلى أين ساذهب و ها أنا قبلها ببضع ساعات فقط أتلقى تأكيدا لم يفت خمس دقائق حتى هاتفني الرقم الغريب مرة أخرى وجائني الصوت من الطرف الاخر مهذبا متعجلا يعرف نفسه و يتاكد من الرقم أنتبهت قبل أن يملينى العنوان مره اخرى أنه يظننى شخص أخر فقاطعتة معتذرة ونبهته انه قد كلمنى منذ قليل. أعتذر عن الازعاج لأن الرقم على ما يبدوا تكرر أمامه فاعتذرت عن الازعاج بدوري لان تكرار الرقم غالبا سببه عدد الرسائل التي ارسلتها. أغلقت الخط وبدأت الاعداد للنزول قبل دقائق من مغادرتنا صدحت فيروز مرة اخرى فأعددت نفسي لفاصل جديد أعتذر فيه عن إلحاحي لكن الرقم كان مختلف وحين رددت "ألوو سلامو عليكو" اغلق المتصل الخط.
----
سالتني السيدة الجالسة أمامي إن كنت قد دعيت للحضور فأجبت ان نعم , فأخبرتنى انها أيضا مدعوة حييتها في خفوت ورحبت بها فسألتني إن كنت أعرف باقي المدعوين فأجبت أن لا , قالت أنها ترى وجوة جديده اليوم ثم استطردت حين لمحت الغباء مرسوما على وجهي لقد دعيت من قبل في مناسبة سابقة , أه قلتها في نصف فهم, هل كانت تنظر مقابلة ناس أخرين ؟ قبل أن تعتدل للأمام مرة أخري سألتني سؤلا أخيرا هل هناك وسيلة مواصلات من هنا لرمسيس؟
----
سألني أخي بعد نهاية اللقاء بقليل "هل تنتظرين شيئا" فأجبته "لا" بحثت عن السيدة التى كانت تجلس امامي لاسئلها ماذا بعد هل هناك شيء ما مطلوب منا كمدعوين لكنها كانت قد غادرت مجلسها و لمحت طرف حجابها البنفسجي الامع فعرفت أنها قد ذابت في زحام باقي الحاضرين الذين حاصروا طاولة الضيف والمضيف . فكرت أني كان المفروض أن أسأل السيد المهذب حين أتصل ان كان علينا انتظاره قبل بداية اللقاء أو بعد نهايته لكن هو الاخر لم يقل شيئا, ماهو التزامي بالضبط مقابل هذه الدعوة الخاصة؟ كانت السيدة التي دعيت من قبل قد أختفت تماما. سالني اخي من جديد "هل تنتظرين شيئا" سألته وانا انظر للحصار المضروب حول السادة المهذبين " هل ترغب في تحيتهم" كان مثلي ينفر من الزحام والمزاحمة فاجاب بحزم "كلا"
----
نادى سائق الحافلة "سلم التحرير يا أساتذة" فسألني "أخي هل ننزل هنا" نظرت حولي ورددت "نعم" كان خط سيره مختلف عما توقعت ولكنه لم يبتعد كثيرا هبطنا من فوق الكوبري و مشينا في زحام الكورنيش حتي كوبري قصر النيل عبرنا الشارع و مضينا عبر ميدان سيمون بوليفار حتى وصلنا لشارع القصر العيني. كنت أعرف الشارع الذي نقصدة فلم نضل الطريق اليه .
في طريق العودة قفينا على أثارنا عودة الي ميدان التحرير لنركب منه الي شارعنا ثم بيتنا الحبيب الدافيء كانت الساعة قد قاربت الثانية صباحا فنبهت اخي ان إعادة البرنامج ستبداء بعد قليل فتناول جهاز التحكم وضبط الاستقبال على دريم 2 و جلسنا سويا ننتظر

المركز الثاني هو أسواء مركز على الاطلاق .. الثالث ليس أسواء منه بالعكس الثالث سعيد بانه لحق لنفسه ترتيبا الرابع والخامس كمالة عدد و باقي الترتيبات تدخل في نطاق التمثيل المشرف .. الثاني يعاني من ضوء شبه مسلط عليه فلا يذكر إلا والأول قبله , الثاني كاد يكون الاول ولكن زلت قدمة في التراك الأخير لا يمكنه ان يستمتع بترتيبة المتقدم وكل ما كاد أن يكونه يحيط به من كل اتجاه... هنيئا للأول والثالث والرابع والخامس وكل من لحق لنفسه موطء قدم على سلم السبنسه و للثاني الصبر والسلوان وأدوية الإكتئاب

فلامنجو

قالت هبه "سأفتقدك " وقالت هبه الثانيه "لا تنسيني " وقالت هبة الثالثه "راسليني" فوعدت هباتي خيرا وسألت ليلاى عن ليلاها فأبتسمت وأمرتني"كوني بخير"

***

كارت بوسته (1)
قمم ناطحات سحاب تبرز من فوق السحاب فى الجهه الاخري انمنم خطى وأكتب: (عزيزتى هبه طلبت منى ان ابعث لك بكروت بريديه هذا هو اولهم لكنى لا اعرف ماذا يكتب الناس فى الكروت البريدية بخلاف سلامات طيبون صحتنا بخير والجو جميل..رغم انه ليس جميلا حين غادرت الطائره مكيفة الهواء تكثف بخار الماء على نظارتى صانعا شبوره كثيفة صارت تتكرر كلما خرجنا مما يضطر والدى لسحبى كالعميان حتى تزول الشبوره من تلقاء نفسها حين يكتسب الزجاج حراره الجو. في الصوره ترين ناطحات السحاب التى تميز شارع الشيخ زايد وهناك في الطرف البعيد قمة برج العرب على شاطيء جميرا. من نافذة الصالة يمكنني أن أري هذه الناطحات و في المساء امسك النظاره المعظمه واتابع قمة احدها وهى تغير الوانها واعد اخضر, أحمر, موف,.. علي عكس شارع الشيخ زايد معظم بنايات السطوه (حيث نسكن) لا تزيد عن اربعة ادوار وهناك مساحه لا بأس بها تحتلها بيوت فقيرة من دور واحد يسكن معظمها هنود. اما شاطي جميرا فأغلب سكانه من الاوربين) أحشر توقيعى بصعوبه وقد فاجئنى انتهاء المساحة البيضاء كلها..

كارت بوسته (2)
ميدان تتوسطه حديقه دائريه ترتفع فى منتصفه ساعة عزيزتي هبه لا اعرف ما الذى خبطنى فى يافوخى لاختار هذا الكارت الغير عاطفى لكنى اول ما رأيته جذبت والدى من ذراعه وقلت فى سعاده "مش دى الساعة الى بنعدى من جنبها كل شويه" نظر لى في استغراب وسحب الكارت بيد وسحبنى بيده الاخري ( بلهاء تحب الكروت..ما المشكله). دبي مدينه جميله وصغيره نظيفة جدا ومليئة بالحدائق سواء عامه او تجميليه تتوسط الطرقات احينا اشعر اني اتحرك في احد تلك الماكيتتات المجسمة للمدن ماكيت متقن لدرجة انك تتعجبين من وجود الناس فيه وأحيانا تنسين انك فى بلد عربى من فرط ما تتحدثين الانجليزيه لولا والدى وبعض اصدقائه من العراق وسوريا والمغرب ما تكلمت العربيه الا مع نفسى او معك هنا فالباعه معظهم هنود وباكستان واحيانا صينيون وفلبينيون كذلك ندل المطاعم وسائقى التاكسي دعك من ان انجليزيتهم ليست هى ذات الانجليزيه التى تعلمناها عندنا كل جنسيه هنا تنطق الإنجليزية وحروفها بأسلوب يختلف في ركاكته عن الجنسيه الاخرى.

كارت بوسته (3)
بحيرة ترعى فيها طيور ممشوقة السوق وردية اللون وفي الخلفية ناطحات سحاب عزيزتي هبه أرجو أن تعذريني فكل مره لا ابدأ كلامي أو انهيه بشكل محترم كالسلام عليك وعلى ماما واخوتك أو السؤال عن أحوالك.. كيف هم وكيف حالك...
ما ترينه فى الصوره هو منظر حقيقى لم اصدقه حين رأيته أمس مع صديقتي ابنة البلد ولكنها شرحت لى ان هذه ليست بحيره انما هى اخر منطقه من الخور الذي يقسم دبى الى ديره وبر دبي وانهم انشئوا فيها محميه طبيعيه لهذا الطائر الذي يمر من هنا في طريق هجرته كل عام.. قالت لي أيضا أن الأشجار التي ترينها ليست من البيئه هنا وانما استوردت خصيصا من البلاد التى يستوطنها الطائر حتى لا يهاجر عائدا ويستقر في دبي. لم اصدق.. ولكنها اصرت وحين سالت والدى قال انه لا يدري.... هل يعقل ان تضحكى على فطرة مخلوق وتقنعيه بتغير وطنه حين تحيطيه بمظاهر من هذا الوطن ؟؟

مظروف يحوي صورتين وخطاب
عزيزتي هبه:
في الصورة الأولى ترين قصر الحاكم القديم وهو احد أجزاء قرية التراث وأمامه الخور العابرة تطفوا فوقه تقطع الطريق بين شاطئيه محملة بالسائحين أخبرتني صديقتي أن العابرة كانت هي الوسيلة الوحيدة للربط بين ديره وبر دبي قديما الآن هناك نفق الشندعة و جسري المكتوم والقرهود (تنطق الجرهود) هناك وسيله سياحية أخري لعبور الخور وهى أتوبيس بر مائي يبدأ رحلته عند برجمان (مركز تسوق ) وينتهي عند قرية البوم السياحية (أخبرتني أن البوم هي سفينة قديمة لصيد اللؤلؤ(ينطقونها هنا لولو)

في الصورة الثانية ترين كوكو الببغاء المزعج الذي يسكن صالة بيتنا لا يغرنك مظهره الوديع فهو متشرد بالسليقة وبلطجي.أما ساكن الرواق الصغير فهو بلبل عصفور الكناري والذي حاولت أكثر من مرة أن أصوره في وقفته المفضلة فوق مصفاة الأطباق لكن لم استطع دائما يطير مذعورا قبل أن التقطها والدي علمني أن افتح له باب القفص واتركه يطير في الشقة واخبرني أننا إن لم نفعل سيموت. يطير حرا أينما شاء ويحط في كل مكان يمكنك تخيله ويترك لي من أن لان توقيعا جافا صعب التنظيف لكنة أبدا لا يقرب قفص كوكو ففي أول أيامه هنا كان غشيما وفعلها فنال عضة محترمة أبقته في قفصه أسبوع حتى شفيت ساقه. من موقعة المميز بجوار باب غرفتي يغنى لي قبل أن أنام وبعد أن أصحو, لديه عدة ألحان يقول والدي انه ينادى بها أنثاه يقول أيضا انه سيتوقف عن التغريد لو اشترينا له واحده لكنى لا انفك اتخيلهما يحلقان معا في الصالة وغرفتي و يلتقطان بمنقاريهما شعرة من مشطي من أجل عشهما... لكن كوكو لا يتركني اهنأ بأي من ذاك في الصباح يصرخ باسم والدي حتى يقلق نومه ونومي وفى المساء يراجع أسماء عائلتنا التي يحفظها غيبا وعليك أن ترديدها ورائه و إلا ظل يصرخ حتى تفعلين.. والدي يحاول الآن جعله ينطق كلمة بابا ممطوطة كما افعل أنا حين أكون رائقة

أراك قريبا...
***

قالت هبة "وحشتني" وابتسمت هبة الثانية " مرحا" وسألت هبه الثالثة عن كوكو أما ليلاي فقد طوقتني بعينيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت عام 2006 بمجلة بص وطل الالكترونية

بر دبي

أقراء هذه الأيام رواية أسمها بر دبي و جدتها في المعرض لدي دار المدي. عادة حين ادخل المدى أكون في اقصى درجات الحذر والتيقظ فاصدارتهم تخطف العقل واسعارهم ستحولك إلى شحاذ ملتاث (فقط لو اكرمني ربي وصرت مليونيرة )

عدت من دبي في ديسمبر منذ دهر الا قليلا و بي شعور بفقدان مزمن للذات, حاولت ان أتجاهله ,اداريه, أشوش عليه بمشاعر أخرى انقب بحثا عنها أو أخترعها أختراعا اَضحك على نفسي قائلة كمندوب مبيعات لزج "أنظري هذه أنت هذا ما تحتاجينة هذه هي ذاتك تعلن عن نفسها لدي كل ما تحتاجين" .. منذ تلك العوده صارت كل قطعة اكسسوار, مذاق, لعبة, قلم, قصاصة ورق, ذكري, اقتنيتها او اُهديتها في دبي تحولت إلى ما يشبه الصنم خوف مرضي من فقدها وفنائها دفاع مستميت عن أهميتها التافهه وكانما من اختطف ذاتي سياتي يوما ويعيدها لى مطالبا بهم فدية أسلمهم و أستعيدها .. ثم أتسائل ان كانت ذاتي رحلت إلى الأبد كما فعل الراحل العزيز وان ما احافظ عليه بتطرف ما هو الابقايا منثورة منها قد أتمكن يوما من الصاقها معا لتصير شيئا أقرب لشيء كنت يوما اعرفه كذلك الكوب الذي اُهديته في دبي وتناثرت شظاياه في الشارقة ما ذلت أذكر اني جمعتها بدقه وغسلتها جيدا ثم استخدمت أنبوبا من الصمغ الخارق لاعادته إلى ما كان عاد و لكن بعض فتات مازال مفقودا, عاد ولكن اثار الكسور الملتحمة ستظل باديه للأبد, عاد ولكنه لم يعد قادرا على حمل أيه سوائل كما كان معدا لأن يفعل, أضع فيه أقلامي وبعض صغائر الأشياء وأتسائل هل ستعود ذاتي مثله هل ما اتلقاه الان وارصة بالتريب متجاورا هو ما كان أم شيء جديد تماما وان كان جديدا هل أريده؟ و هل لدي أختيار أخر ؟

منذ كنت في الثانية عشرة ولي كوبى الذي اشرب فيه كل شيء عصائر, مثلجات, شاي, ومغليات ومنذ ذاك السن بدلت اكوابا كثيرة كان دائما ما ينزلق من بين كفي اثناء تنظيفه ليرتطم بقاع الحوض ارتطاما شديدا يحولة الى شظايا أو ارتطام بسيط يكسر أذنه و يصير بلا اذن يمسك منها. كنت اتوه بعد الحادث بين الاكواب و تتوه مذاقات الأشياء حتى أجد واحدا جديدا. لم انتبه لهذه الملحوظة التاريخية واسأل نفسي عن دلالتها الا بعد الكوب المغدور في الشارقة سالت نفسي لماذا في أغلب الاحوال كانت الأذن فقط هى التي تكسر هل ليصعب الكوب على حملة واستخامه هل ييعتبر مسكه من الاذن عقابا و يرغب في منعي بشكل جذري من معاقبته أم هل يعاقبني أم يختبر وفائي له لو كانت الاخيرة فقد رسبت في كل مرة فانا ابحث دائما عن الكمال و ارفض التهاون مع النقصان ..
أصبحت قبضتي تتراخى يوم عن يوم عن اصنامي .. أفكر اني منذ عدت انشغلت بصيانه الاصنام حتى هرمت حياتي و رفرفت ملهماتي مبتعدات لتحطن على أكتاف الأخرين أفكر في أن الكمال الذي أطارده ليس لي ولا لأحد من العالمين .. وادعوا في سري ان تحفظ لي السماء كوبي الجديد و اذنه المثقوبه مرتين

هاهنا ..

مساحة شخصية لا أكثر ولا أقل .. إن اعجبك ما فيها اهلا بك وإن لم يعجبك اتركها غير نادم لا تصدع راسك و رأسي رجاءاً ..